هذه تحفة أخا الاذواق   فاقت البدر في ضياء الاشراق
تنهض الراغبين في سبل الحق ومن هو في المفاخر راق
وعدها صادق لمن جاء يسعى   صادقا في وصالها والتلاق
فتحل بحلى ماجمعته   والسوى دعه في جحيم الفراق
وتقلد عقود در حوتها   في جياد الاغاني كالاطواق
كي يسلك الكرام تنظم في الله فقد أدلجوا له برفاق
غابوا عن كل ما سواه وساروا   بصحيح الوداد والاشتياق
فاستطيب الادلاج منهم بصبح   حيث جاؤا بحلبة السباق
كيف والمرشد المعين دعاهم   لطريق الهدى دعا الاشواق
أحسنوا أحسنوا التجنوا ثمار العز من فضل ربنا الخلاق
ساد والله في الورى بفتوحا   ت تفيض عليه كالاوراق
وغدا يتحف العباد ويهدي   فهو حبر بدا جميل الوفاق
هذا صنعته في المعالي وأعلا   منه صنعا في الجود والانفاق
وافق اسمه بالعيان مسما   دفهو (فتح الله) بالاطباق
زانه الله بالاناة وبالحلم وبالفهم عنه والاطراق
زاده سؤددا ورفعة قدر   هديه بالاغضاء والاشفاق
حاز مجدا مؤثلا عن جدود   طيبي الاصل ما جدى الاعراق
يا محبا لمجدهم وعلاهم   زدت حبا بلوعة واحتراق
فصن الود بازدياد ولا تخش عذولا وكن على العهد باق
فلعمري يكفي المحب سرورا   تحفة قد حوت منى المشتاق
حق أهل الاذواق أن يكتبوها   بسواد العيون والآماق
فهي للمنكرين مثل سهام   وهم للسائرين كالترياق
فاغتنم سالكا سبيل امام   فاق أقرانه من الحذاق
آخذا في كل الأمور بجد   لا يغر بزخرف الأشداق
رضي الله عنه طودا نصوحا   سره ساريا على الاطلاق
فجزاه الاله فضلا عميما   وادام علاه في الآفاق
وأصلي على النبي صلاة   يملؤ الارض عرفها كطباق
وعلى الآل ماترنم صب   بحلا مجده على العشاق