من ديوان
ديوان محمد بن سعيد بن محمد بن يحيى بن أحمد بن داود المرغيثي السوسي (1089 هـ / 1678م)
للشاعر
بديعي
وكتبت لشيخنا علي بن إبراهيم الأندلسي, الطبيب, الرئيس, النجيب, الحكيم, الأديب:
ألا أيها الشيخ الحكيم الذي به تشرفت الحمراء بين الأقالم
لديك إذا ما الطب أظلم ليله مصابحه تهدي بها كل هائم
فما هو قطع اللحم في بدن الفتى وفي غيره إني له غير فاهم؟
وهل مثله سقم النواخس ام يرى لذلك فرق يا سليل الأكارم؟
ومن أي أمراض الثلاث هما وما علاج وأسباب وهل من غرائم؟
فلازال في الإسلام مثلك ناصحا مفيدا لبيبا فائقا كل عالم
وأجاب:
سلام عليكم شرف الله قدركم ونفعكم بالعلم في كل عالم
وعلمكم علم العلاج وترتقي به رضي الرحمان اعلى المراسم
سئلت سؤالا من حكيم تمهرت عزائمه في المشكلات العظائم
يغوص على سر المعاني ويستقي نفائس در في البحور الخواضم
نعم, هو قطع اللحم في بدن الفتى وفي غيره فوق اتصال الدعائم
لأجل ثقل كلف الجسم حملها كذا وثبة الإنسان أو من تصادم
ويفرقه الخلط الحميد ومثله عفوة خلط أو لزوج البلاغم
وهذا انحلال الفرد عم تزوجا وذا مرض الأعضاء ياخير فاهم
وليس من أمراض النواخس إنما يخالف في أسبابه والعلائم
فأسباب أمراض النواخس سابق وأسباب قطع اللحم موصول آلم
فعالجه بالتدليك والمسح بعده بدهن لطيف مثل دهن الحمادم
ورب ضماد مردع الفضل نافع بوقت قريب أو ببعض الملازم
من "الكندر" الحر الذكي ومثله من "الفاسخ" الوشقي بعد التهاشم
ودبره بالتلطيف حتى تحله وفتح وانضج خلطه بالمراهم
فهذا الذي قد صح عندي وإنما يطول عليه الشرح يا ابن المكارم
|