· ما بعد الترحال: دقّت نواقيسي، فأعلنتُ حالة استنفاري وشدَدْتُ الرِّحال، أهزُّ أسف المآقي.. وبيدٍ أبثُ القبل لعُبّاد الجبال. أنا المسكون بزهى الأنهار تتدفق.. فأتدفق كغانية تختال، تغتال الأفق والمدى. في ركني الذي اصطفاني.. أدير رحى الذاكرة.. عندها يذوب الجليد.. عندما يغنيّ النخيل وأتصفح الأشواق كعادتي: ( يشتاقك الكهف الأقفاصُ الزهرية، شيوخ الطرق .. وألسنة البخور تشتاقكِ المناراتُ الخافتة الزفرات.. الكثبان المنكسرة، شمسٌ سنتها الشروق). وتقطعُ الأشواق لذّة الترحال. غرست في مفترق الأقدام .. قدمي، أستحضرني من العدم، ودمي يتسلل، يجاور دماءً غير دمي أحمل عيون الأرض تمائمي وبسملتي وشماً بعُمُدِ هيكلي وأنطلق.. أجرفُ التيارات، أكتحل بصهيل الغدّ أنسلخُ من المرآةِ لأراني متاهاتٌ .. أنفاقٌ تسرقني، وتعبٌ يندسُّ بين الهُدبِ والمحجرْ وعطرٌ أزرق واصطلاء العشق الذي أعشق أسرق ؟ أنا الحاملة لمفاتيح الكونْ.. أيُّ احتمالٍ أرى لتذبذبِ الموازين واهتزاز المتّسَقْ