تبدّت مع الصبح لما تبدّى فأهدت لي السلام وأهدى
تقابل في الأفق خدّاها فحييتُ خدّاَ وقبلت خدّا
لقد بدّل اللّه بالبعد قرباً فلا بدّل اللّه بالقرب بعدا
تلظّى اشتياقي بقلبي زمانا ولكنه أصبح اليوم بردا
فلست بشاكٍ ولست بباكٍ سأزداد شكراً وأزداد حمدا
أزائرتي بعد طول النوى تلطفت جداً تعطفت جدا
نظرت لعهدي صدوداً ووصلاً فأبليت عهداً وجددت عهدا
أعدت لهذا المكان صباه فأصبح كالروض بل هو أندى
ويا طالما كنت أوليه صدا ويا شد ما صرت أوليه ودا
وكنت أسميه قبل سعيراً فأصبح عندي نعيماً وخلدا
تعالي فحسبي بكفك كبدي إذا كان أبقى لي الهجر كبدا
على أنني آمل ردّه بوصلك لو شئت بالوصل ردا
خشيت السلو فغالبته فزاد كلانا على البعد وجدا
وليس يضيّع مثلي عهدا وليس يضيّع مثلك عهدا
لعلي أسر بك بيت الرياض ننظم فُلاً وننثر وردا
ستشدوا الطيور بألحانها وأشدو بلحن وإني لأشدى
إذا نظرْتك على الأيك غنت تبدت مع الصبح لما تبدّى