السكـر المــر أَجِيبيني !! أُنَادِي جُرْحَكِ المملوءَ مِلْحَاً يَا فِلَسْطِيني ! أُنَادِيهِ وَأَصْرُخُ : ذَوِّبِيني فِيهِ .. صُبِّينِي أَنَا ابْنُكِ ! خَلَّفَتْنِي هَا هُنَا المأْسَاةُ ، عُنْقَاً تَحْتَ سِكِّينِ . أَعِيشُ عَلَى حَفِيفِ الشَّوْقِ .. في غَابَاتِ زَيْتُونِي . وَأَكْتُبُ لِلصَّعَالِيكِ القَصَائِدَ سُكَّرَاً مُرَّاً ، وَأَكْتُبُ لِلْمَسَاكِينِ . وَأَغْمِسُ رِيشَتِي ، في قَلْبِ قَلْبِي ، في شَرَايِينِي . وَآكُلُ حَائِطَ الفُولاذِ .. أَشْرَبُ رِيحَ تَشْرِينِ . وَأُدْمِي وَجْهَ مُغْتَصِبِي بِشِعْرٍ كَالسَّكَاكِينِ . وَإِنْ كَسَرَ الرَّدَى ظَهْرِي ، وَضَعْتُ مَكَانَهُ صُوَّانَةً ، مِنْ صَخْرِ حِطِّينِ .. !! فِلِسْطِينِيَّةٌ شُبَّابَتِي ، عَبَّأْتُهَا ، أَنْفَاسِيَ الْخَضْرَا . وَمَوَّالِي ، عَمُودُ الخَيْمَةِ السَّوْدَاءِ ، في الصَّحْرَا . وَضَجَّةُ دَبْكَتِي ، شَوْقُ التُرَابِ لأَهْلِهِ ، في الضِّفَّةِ الأُخْرَى .