" الشمس تنتصف السماء و مؤذنُ يدعو العباد إلى العبادة و الصفاء و أتى المخاض .. و علا .. صياح الأم يعلو فى الفضاء و تهافت الأحباب نحو ديارها لبّوا النداء متضرعين إلى الإله رفعوا الأكف إلى السماء " يا رب تحلها بالسلام " و تناقلوا هذا الدعاء .. و علا صياح الأم ثانيةً يجلجل في الفناء و تنهدت .. و كأن من أحشائها قد أنزلت للتوّ داء .. الصمت يكتنف المكان و تأهبت للسبق أفواه النساء و علا .. صراخ الطفل يهدر فى إباء و كأنه .. لم ترضه الدنيا ملاذاً أو مقراً للبقاء و كأنه.. بالحس أدرك أن هذا العالم المجنون يلتحف الرياء و تدافعت نحو الفراش حريصة ثلل النساء لا يأبهون و يزغردون " جابت ولد .." " فى عزكم يربى الولد " " عقبال نفيسة و بت حمد " و يزغردون و تسابقت نحو الأب المسرور جمهرة الرجال يهنئون و على الوجوه بشائر الأفراح تبدو فى العيون يتدافعون إليه فى فرحٍ و هم يتصايحون " مبروك عليك " " تحيا و تعرس للولد " و يصافحون .. .. هذا أنا .. هذا أنا .. من هم عليه يهنئون لكنهم .. لا يدركون أنى سألتحف الشقاء و قد أكون .. و قد أكون .. وقد اكون"