مراجعة د. أحمد الخميســـى صرخة علامَ أضحكُ والآفاقُ باكيةٌ والشمسُ تحجُبها الأنواءُ والظُّلَمُ والريحُ قد زَأَرَتْ فى السهلِ فاختنقتْ بها الأزاهيرُ صَرْعَى وهى تبتسِمُ والسيلُ يجرفُ من يلقاهُ مُزْدَهِرًا حيًّا، ويتركُ من أَحْرَى به العَدمُ والنارُ تأكلُ ما اخضَرَّتْ منابتُهُ أَمَّا الهشيمُ فَتَحْمِى عُمرَهُ الرِّمَمُ علامَ أضحكُ يا ويلاهُ من زمَنى وشاطئ فوقه الأهوالُ ترتطمُ؟ لكنّها ضِحْكةُ البركانِ قاذفةً من قلبىَ النارَ أَذْكى أَصْلَها الأَلَمُ إنى أقول لهذا الظلمِ فى صَلَفٍ: إشربْ دمائىَ.. واثملْ أيها النَّهِمُ وخُذْ.. فهذا فؤادى فى يدى قَلِقٌ واشبعْ.. فهيهات يَغْشَى مهجتى سَأَمُ هيهات تبلغُ إِذلالى وتُخضعنى إِنى عتىٌ.. قوىٌ.. ثائرٌ.. بَرِمُ وإِنْ تُمَزّقْ ضلوعى منكَ صائِبَةٌ ففى فَمِىَ منْ جراحى بَسْمَةٌ ودَمُ! سنة 1938