أصارع ُ طواحين َ الهواء ِ
فى ليل ِ اليأس ْ
أصارع ُ أشباح َ الظلم ِ
فى ظلال ِ الكأس ْ
الظلم ْ؟
أعرفه ُ رغم َ مرور العمر
فى عيون ِ اخوتى وجيرتى
عندما يسلمون المحصول
كلَ عام
بالتمام ِ و الكمال
لسكان ِ القصر
الظلم ؟
الصِنف ُ الدائم ُ للخبز
الصِنف ُ الدائم ُ للملح
المتمم ُ للسوط ِ المرفوع
الهاوى
فوقَ الظهر ِ العارى
ليُتمَ المأساةَ
ويُتم َ الذلْ !
الظلم ؟
ابتهال ٌ دائم
للملك ِ الظالم
بأن يُوهَب ُ عدل ُ الرب
بأن يُوهَب ُ طول ُ العمرْ !
الظلم ُ أمامى يلفنى
من الرأس ِ حتى القدمين
يقتلنى فأغض ُ البصر
أتراجع ُ دوما ً للخلف !
مرة فى مرة
ادركت بأن هناك
فرق ٌ ما
بين الظلم ِ وبين الشمس
نظرت ُ بما فى العين ِ من قوة
وتسلقت ُ شعاع َ الشمس
فانحسر الظلم
كغراب ٍ أجرب
هجَرَته ُ فصول ٌ أربع
فرحل لا ادرى أين !
خمسة ُ آلاف ِ عام
بنيت ُ الأهرامَ على كتفى
حجراً حجرا
نحت ُ الصخر َ
قتلت ُ الصبر َ
تخطيت ُ المحال
الهرم ُ الأكبر
يا اكبر َ شاهد َ ظلم ٍ للإنسان
الهرم ُ الأكبر
كفاك َ عبثا ً واخرجْ مرة
تابوتا ً من أبناءِ الشعبِ
قد خُلِد ْ
الهرم ُ الأكبر
يا مأساة التاريخ
يأتيك َ العالم ُ يسعى
ما يدرى أنك َ تحوى
اطنان ُ الدم
وجبال ُ الهم
أيها العالم ُ
عندما تأتينى فلتبكى !
وأعاد َ التاريخ ُ نفسه ُ
فشققت ُ قناتى
تحت َ سياط ِ الظلم
البحرُ الأحمر تلون َ من دمى
تلون َ من دمى
ولا تصدقوا التاريخ
فهو شيخ ٌ قدم َ عقله ُ
قُربانا للنسيان !
تنزف ُ أوردتى بغزارة
وتلون ُ شُعَبَ البحر
وأهدهد ُ نفسى بأن الغد َ آتٍ
لا محالة
بأن الحلم َ الوردى
سيضيء الوادى يوماً ما !
صحا فينا " ست "
تشيعنا لعناتهُ لبحار ِ اليأس
فنُضل ُ الطريق
صحا فينا " ست "
مزقنا بربوع ِ الوادى
إربا ً إربا
ليعيد َ المأساة
ويعيدَ الذل
و"إيزيس " ما زالت تجوب ُ الوادى
شبرا ً شبرا
تجمع ُ الأعضاءَ
عضوا ً عضوا
ما كحل َ عينيها اليأس ُ
وما توارى الأمل
وفاض َ النيل ُ على الوادى
وأتى " بحورس " البشارة
أقبل يا بن الوادى أقبل
أقبل يا بن الوادى
يا حلم َ الوادى الأخضر
حورس
عادت أرض ُ الفيروز
ورحلً عنا الهكسوس
لكن الوادى مُنهك بعد َ الحرب
يئن ُ تحت َ نخيرِ السوس
اليوم عدوى منى
من بيتى
تربى داخل بيتى
لا يمتص ُ إلا الدم ْ
الدم ُ القانى من أطفالى
وفى المساء يشاركنى صلاتى !
وصحوت ُ
وجدتنى جوعانا ً عريانا ً
أتقدم ُ لكن للخلف !
تهتز ُ تحت َ قدمىَّ الأرض
"حورس " يا بن الشعب
اصْدرْ حكما ً يرضى الشعب
بأن يُجتَث َ الفرع ُ المثقوب ُ
المتدلى للأرض ْ
حتى لا يجرفنا نحوَ الأرض
نحو الجوع
نحو العراء
لليل ِ الشتاء ِ
نحو الذل ْ !
فأعودُ أصارع ُ طواحين َ الهواء
وأشباح َ الظلم
وأعود ُ فأبنى هرما ً أكبرْ
أو أحفر ْ مجرى جديد
أُسيل ُ فيه ِ دمى
وفيه ِ أدفن ُ نفسى !