أعِيِشُ عَتْمَةَ اللَّيْلُ أبَدَاً دَائِماً وَعَيْنِي بِصُحْبَةِ الدَّمْعِ تَسْهَرُ وَقَلْبِي يَحْكِي حِكَايَةَ الألَـمُــ كَالطَّيْرِ الجَريِحُ عَلَىَ الأغْصَانِ يَتَألَّمُ جُرْحِي أنَا مَرْسُومٌ فِي فُؤَادي لايَمْحِيهِ نَهَارٌ ولا تُبَدِلَهُ الأقْــدَارُ لاتَحْلَمْ بِلٌقْيَاهَا يا فُؤَادِي أبَداً فَالدُّنْيَا لا تُعيدُ مَنْ غَادَرَ أبْوَابِهَا قَدْ اشْتَاقَ اللَّيْلُ لِسُكُونِهَا والنُّجُومُ تَرْقَبُ مَنَ كَانَتْ تُنَاجِيهَا والفَجْرُ مِنْ شَوْقِ يَرْسِمُ خَدَّيْهَا والشَّمْسُ تُقَلِّدُ سِحْرَ نُورِ مُقْلَتَيْهَا قَدْ جَفَّ الدَمُ فِي وَرِيديــِ كَنَهْرٍ لا تُسْقِيهِ مَطَرٍ فَلا شَمْساً تَزورُه إنِّي فِي سُكْرِ مِنْ دُمُوعٍ تُصَبٌّ في كُؤُوسِ وأقْدَاحُ الحِزْنُ أيُّهَا النَسِيمُ مَا خَطْبُكَ مُضْطَّرِبٌ أوَلاَ تَحْزَنْ عَلَى تِلْكَ الأشْجَارُ العَارِيَاتُ وذَاكَ الوَردُ أيْنَ عِطْرِهِ وَلَوْنِهِ أوَهَلْ أيٌّهَا الوَردُ يُحْزِنَكَ حُزْني فاللَّتي كُنْتَ تُعَطِرَهَا بِعِطْرِكَ وتُزَيِّنَهَا بِعِقْدِ اليَاسَمِينْ والزَّنْبَقْ رَحَلَتْ! فَحُقَّ عَلَيْكَ الحُزْنَ مِثْلي لَيْتَنِي لَمْ أعِشْ يَوْمَاً بَعْدَ رَحِيلَهَا أيٌّهَا الهَوَى خُذْنِي إلَيْهَا فَمَا طَابَ لِي غَيْرَ هَوَاهَا بِالأمْسِ كُنْتُ فِي رِحَابِهــا واليَوْمُ أعِيشُ فِي رِحَابِ الذِّكْرَيَاتْ مّضَغْتُ… الحُبَّ… حُلْوُهُ…. وَلَمْ أدْري أنًّ للحُّبِّ….. مَرارَةً ….تُذَاقُ َلَيْتَ مَاذُقْتُ طَعْمَ الفِرَاق! فَسَلامٌ سَلاَمٌ يَليقُ بِهَا وَرَحْمَةٌ تَطَيِّبٌ مَثْوَاهَا ………………………………….