للشاعر
feras
ها أنا ذا اجلس بين اوراقي وقد انقضي على
الكذبة الكبري ثلاث سنوات , لم أعرف خلالها
معنا للراحة , او السعادة . استعيد ذكرياتي
الجميلة معها واعيش بهذه الذكرى , انني
احتضن صورها بين جوانحي , بل في قلبي
المفعم بالألم لفراقها , وهذا ثالث عيد يمر علي
دون أن أقول لها احبك , أو أنظر لرقة عينيها
الجميلتين اللتان كخضرة فصل الربيع بثوبه الاخضر
والمكحلتين بسواد الليل البائس الذي كانت تنيره
بنورها , مشكلتي معها كانت حبي الصادق دون
تلاعب او تملق , وكانت لا تعي هذا . وكان حبنا
يتوج بالعفوية , ما زلت أذهب الى المكان الذي جلسنا
به أول مرة , وأتذكرها كل يوم منذ ثلاث سنوات ,
ذالك المقعد كان يشهد على حبنا معا , وكان يعلم
بفرحنا معنا وحزننا معنا , وكان يتقاسمنا نسمات
الحب التي كانت تهب علينا معنا , ما زال المقعد يشهد .
وعندما علمت بكذبها كان يشهد وهو صامت لا يتكلم
ويستمع لحديثنا بصمت , كنت في كل عيد ميلاد لها
أذهب الى ذالك المكان ومعي باقة من الورد ولكنها
كانت لا تأتي فأضع الورد على المقعد واذهب , لا
أدري هل كنت أضع الورد على المقعد لها أم أنني
كنت أضع الورد لرثاء حبيب مات من الحياة ولكنه مازال
يعيش بداخلي , فكرت بذالك كثيرا ولكن لم أجد جوابا
لذاك السؤال . كانت دائما مفعمة بالرقة , كنا نجلس ونتحاور
دون كلام , وكانت الابتسامة الوردية تتوج وجهها ملكة على
الورود . كانت عندما تحزن تسرع بالبكاء من الحزن , وكنت
كلما بكت أرفع يدي لأمسح دموعها , ولكنها تزداد بكاء
من الفرح وكانت تسألني دائما لماذا عندما أحزن لا أبكي ؟
فكنت اصمت لا أدري بماذا أجيب , في لحظة أحس أنني
بحاجة لان أبكي ولكن لا أبكي وكانت تمر في روحي
مقولة كنت قد سمعتها وهي (" تقول أراك مبتسما تغني
وكم يحتاج مثلك للبكاء , وما تدري بأن بكاي صعب
وأغلي من دموعي كبريائي ") . ولكن مع كل هذا
تبقي ذكريات . ويبقي الالم هو الالم .........
|