ضحكت وهي تخاطبني بلغة لم أعهدها من قبل
لم تدرسني إياها معلمة العربية
ضحكت مستعجبة جهلي
وبراءتي
كانت تراهن على ثقافتي الجنسية
وخذلتها
حدثت صويحباتها عني
قالت أني لن أواصل توبتي
سأبدل سجادي الدمشقي بصدرها
قالت بأنها ستشطب شهادات غوصي
لتعلمني أصول السباحة من جديد
قالت بأن رجولتي لن تصابر طويلا
لتتوه في سراديب أنوثتها
قالت بأنها ستمحو تاريخي
لتعلمني الرقص الغربي
الكلام الغربي
والعشق الغربي
قالت بأن رحلتي تنتهي في ثغرها
لتسقط برديتي
لتصبح ديانتي وثنية
وأمارس صلاتي في جسدها
ضحكت وهي تخاطبني بلغة بدأت أفهمها حديثا
وأفكك رموزها الهيروغليفية
صورة تلو أخرى
أصبحت أفسر بقبلاتي تجاعيدها
وأرفع قناع الغرام الذي تلبس
أصبحت أكشف عن أسلحتها
في ثنايا الجسد المهترئ
كلما مررت أصابعي
ضحكت وهي تخاطبني بلغة أصبحت أجيدها جيدا
و أتكلمها جيدا
لكني لم أنسى لغتي الأم
ضحكت وهي تخاطبني بلغة أصبحت سيدها الأول
وشاعرها الأول
رفضت مخاطبتها
أدرت عنها وجهي
لأول مرة
لم تنجح في انتزاع ملابسي
لأول مرة
فشلت
لكنها ضحكت
كانت تعلم أني سأعلن ثورتي يوما ما
وسأجردها من أسلحتها كلها
لكنها ضحكت
واشتدت بها القهقهات
وعلمت بأني أديت دوري
وأني لن أكون الأخير
لن أكون العربي الأخير
رفعت الستار
خرجت صديقاتها المستهزئات
لكن الأمر لم يفاجئني
ولم يحرجني
فأنا غزوت عالمها كله
فضحت تفاهته
فضحتها كليا
وأعلنت استيلائي
أعلنت سيطرتي
أعلنت أن محمدا لن يكون أبدا
رسولا لديانة أخرى
أعلنت أن محمدا لن يكون أبدا
قائدا لشعب آخر
أعلنت أن محمدا أقوى من المجدلية
أن البردية أصدع من التمتمات الوثنية
أن الجوامع أطهر البنايات البشرية
وأن لغتي أشد بلاغة من الضحكة الغجرية