قربان

هذا المسيحُ على خشبِ الصليبِ عظيمٌ أباءه
لا تلوموه إن أراقَ فِداكُم دماءه

راعَهُ أن يرى العلوجَ أسياداً
فمشى مَشْيَة الهصور بعزمٍ مُرْهف أداءه

تَحَزَّمَ ورَقَصَ للموتِ بجلالٍ
ولمَّا يعلموا ان الفردوسَ مرامَهُ واشتهاءه

تبَّاً لِلَّذين يَزْعَمونَ أنَّهُ إنْتحاريَّاً
والشهادة بِدينِهِ داءٌ ودواءه

هو الذي يمضي للجهادِ طالباً مجده
ولا يبالي بالموت إن هو جاءه

ذي فلسطينه وطنٌ بائسٌ
ورأى انه كالغريبِ يحيى فوق أرضهُ وسماءه

فقام يشكو الظلم من أخٍ ومن صديقٍ وراعٍ
قد نثروا الملح فوق جرح
هُمْ من خَطَّهُ وشادَ بناءه

أيُّهذا الجريح عفوا
عَشِقْتَ الموت في وطنٍ
أ رَّجَ النَجيعُ ثراءه

ورُمْتَ نَشْرَ الحب في قلوبٍ
ودَّ أصحابها لو يطفئوا لألاءه

أتَيْتَ والناس مُتَلَحِّفونَ بَرْدَ الصقيع
فَسَرى الدفيء في أوْصالهِم وعَمَّ ضياءه

إنَّ دَمَكَ المُراق هذا قُرْبانا
إنْ تَناوَلُوهُ بِحَقٍّ يَحْيُونَ عَلْياءه

27\11\2008
النجيع : ما يضرب الى السواد من الدم