طَارت كَالطير المهاجر إلى أسبانِيا
وتركتني بإنتظارها في تلكَ الزاوية
وغداً تأتي ونلتقي عندها مرةً ثانية
في عُتمِ الليل والسَحَر والعيون الغافية
في منتصف الليل ..
دق جرس الهاتف معلناً بداية القافية
أزرع قلوباً عاشقة وأقتلع القاسية
لعلي أظهر في ناظِرَيّهَا ذو صفاتٍ ثمانية
وأُعّرَفُ أيضاً بأنني أُملئُ الصفحات الخالية
بفيضٍ من مشاعري وقلمٍ لا يتوقفُ لثانية
ويُشَبِهُنِي البعض كالفارس الأصيل الآتي من البادية
وأملكُ ما تملكه الملوك من صفة الأنانِية
وأفتخرُ بأني شاركتُ في بعضٍ من المعاركِ الدامية
وثلاثٍ لم يذكرها قلمي ولكنها في القلب باقية
لا يعرفهـا أحد إلا ذوو القلوب الصافية
فأنتي ذات قلبٍ صافٍ وخصالٍ سامية
قبلتةٌ من شفتيكِ ليست كافية
بل أطمع إلى تلكم الأحضانِ الحامية
فمتى اللقاء يا سيدتي ..
لأنثرَ في طريقِ عودتكِ هذه الورود الباكية
إكليلٌ من النرجسِ والقرنفلِ والبوفارديا
يا ملاكاً سكنتِ في السمواتِ العالية
يا ترنيمة الصباح بأغاريد الزهور آتية
أتخيلكِ أمام عينيَ كما عهدتكِ زاهية
مكحلةَ العينينِ بفستانكِ الورديِ راقية
أقبل يديكِ ورجلي على الأرضِ جاثية
وأقول أحبكِ يا مالكة القلب الثانية