أقلب فى الكون وجهى و طرفى
و أكتب من غير نحو ، و صرف
إذا ما اتتنى رؤاك كطأــــيف
فهل سوف أعلو ، و أترك ضعفى
و أنزع عنى ارتدادى و خوفى
و أكتب عنك ، فيختال حرفى
و ينساب منه الإباء كسيف
فقد كنت أنت و فى الحلم ضيفى
(2)
ولما ذكرتك ، هلت نجوم
ودبت حياة ، و زالت هموم
و حلقت الروح خلف السديم
ورف القطا فوق مرج الكروم
و أطلت من عمق حسى الحميم
لتقرع أجراس حب قديم
و نادى من الغيب صوت رخيم
لقد كنت أنت الهوى و النعيم
(3)
و لما ذكرتك دقت طبول
و غنت مواويل شعر جميل
و داعب ناى هدوء الأصيل
فضج الورى فى الغناء الطويل
و رددت الأرض هذا الهديل
و غرد مزمار شعرى الأصيل
ليعلن فى الكون أنى القتيل
و قد ضاع منى المدى و الدليل
(4)
و لما ذكرتك عم السلام
و أطلقت من عمق قلبى ، الحمام
و من جبهتى صغت أحلى الكلام
و طوقت عنقى بأسمى وسام
فزغرد حرفى ، و غنى اليمام
و أيقظ شعرى شعور النيام
فلاحت تباشير فجر التمام
فقد كنت أنت المنى ، و المرام
و لما ذكرتك عند الصلاة
سجددت سجود عليل ، ومات
و أشرقت فى القلب الأمنيات
فدبت بأعماق روحى ، الحياة
و رؤياك تومض فى الأمسيات
تبث المنى فى الربا و الفلاة
فأشدو مع الكون بالأغنيات
فيصحو الورى من عميق السبات