-1-
كان اسمــها البحري نذكره
يتكدس الأزرق في الحناجـر
ويــركع الجمــــال للصبـايــا
مـــــــا كان هـــذا الحســـــن
يستطيــــــــــع أن يفاخــــــر
كانـــــت أميـــــرة شقيـــــة
هاربـــــة من زمن الأساطــر
كـــــان اسمهـــــــا...بغــــداد
مـــــا الذي تجديـــــه وطنـــي
الحكايـــــا أو ثورة المحابــــر
عـن صبـــر مجدلية العــــراق
ما الذي تجديه في هذا الصليب
رقصة الأنامـــل فوق نــــــــاي
أو رعشة الأقلام على الدفاتـــر
-2-
شاءت الأقدار أن تتساقطــــــــي
مثــــل أوراق الخريـــــــــــــــف
مثـــــل غانية عـلــى الرصيــــف
بيــــــن أنيـــــــاب الذئـــــــــــاب
يتسللـــــــون من النوافـــــــــــــذ
مثــــــل صيحـــــــات المـــــــآذن
يلعقــــــــــــــــــــــون النفــــــط
مــــن جــــــــــرح المدائـــــــــن
لا تحلمي في موتهم قبل القيامة
لا تحلمي في موتهم بعد القيامة
أولئــــــك منظـــــــرون يا بغداد
مثل حماقـــــــات البشائـــــــــر
شاءت الأقــــــــدار أن تتساقطي
تحت أقدام الطوائــــــــــــــــف
تحـــــت أقدام الضــــــــــــرائر
شاءت الأقدار أن نولد كالمسيح
أنبياءا...فصحاء
نتحاور في المهود بالخناجر
ونحفر المقابر...ونسكن المقابر
قابيل يصهــــــــل في شريعتنا
يذبح الأطفال والأعمار والأيام
يفخخ البيوت والأماني والاحلام
جرحنا كإله إغريقــــــي لا ينام
وجرح الرشيد في بغداد غائر
-3-
ألم تقولــــــــــــــــي يا بغداد
حين نمنتا سذجا في حجرك
أنك جنة وردية الستــــــــائر
وأجمل وأقدم العــــــــــذارى
وحضـــــــــــــــــارة الحضارة
وحـــــــــــــــــــــــــرة الحرائر
فلماذا...لماذا يا بغــــــــــــــداد
تركتنا نصــــــــدق الخرافـــــة
تنمـــــــو لنا أجنحــــــــة كطائر
أفهمينا كيف يصبح التاريخ إرهابيا
كيف القصيدة يمكن أن تهاجــــــر
أين هارون وأين عباســــــــــــة
قد استقالوا كلهم وانصرفــــــوا
فهذه رحلت مع البغايـــــــــــا
وأحرقت ذاك المشاعـــــــــــر
قد صار مجنونا وموبوءا ومنبوذا
قد صار مذبوحا يكنى شاعر
فهل لهاذا الليل يا بغداد آخر؟؟؟
هل لهاذا العار آخر؟