سأل عقلي يوماً قلبي و هو مستغربْ..
لما أيها الرفيق أنت غامض غريبْ؟..
لما يا قلب تهوى عيشة المنتحبْ..
لما تبغي أن تكون الضحية من دون سببْ؟..
لما إنسحبت إن كنت له محبْ؟..
فردّ القلب مضطربْ..
أردت سعادته فإخترت البعد وكنت المنسحبْ..
و ظللت في البعد، و من لقائه أنا مُجتنبْ..
بعدما كان أعزّ صديق لي و مصاحبْ..
و لكني نسيت أنّي من دون قصد أحطّم القلبْ..
الذي وثق بي يوماً و جعلني إليه من بين الجميع الأقربْ..
و اليوم هأنا شاكياً بعدما الحال عليّ انقلب..
أطلب منه أرجو ك ليسمعني و ليكُف عن كلمات العتبْ..
فقد كنت في هاذي الديار سجين معذبْ..
على شيء ما كنت فيه يوماً مذنبْ..
إنّما أردت راحة و سعادة من كنت أحبْ..
أما المذنب فهو الزمن، الذي جاءنا بما لا نرغبْ..
قدم لنا في غفلة ما نشتهي ثم ذهبْ..
و لأني أحبه بعت راحتي وإشتريت بدلها التعبْ..
لأني أحبه توسطت البحر و واجهت الغواربْ..
لأني أحبه هجرت موطني،و رضيت بعيشة المغتربْ..
و في غربتي أيقنت أنه ليس لي بعده لا أهل ولا نسبْ..
كان الحب لي دوماً مؤنبْ..
على ضعفي في لحظات إحتياجه لي و معاتبْ..
ويقول مهما هجرت فما أنا عنك بتائبْ..
ومن العوازل لست بهائبْ..
لن أضعف أبداً أمام كلام العائبْ..
بل سأكون لكما ذاك الفارس المغالبْ..
أحملكما تحت جناحيّ و أكسر كل القواضبْ..
فقال العقل: والله يا قلب لأمرك غريبْ..
وأحمد الله على أنه لم يجعل لي في الحب نصيبْ..
- انتهى-