تنأى من فوق خطوط الوهم الأزرق..
فهش برقة ودلال ينطق..
لما يا صبية عيونك في الدموع تغرق؟.
لما هاته الحيرة و الأسى المورق؟.
هو أكيد داؤك العشق..
قلت، دعني و لا تلمسني، فالأغصان إن لمستها لا تورق..
قد سرت بحثاً عن الحسن و الرونق..
فلقيت نار الحب تحرق..
بحر واسع، لا ينجو منه لا العاقل و لا المائق..
قالوا الحب نور في الأفق البعيد يشرق..
و ما هو سوى لهيب في السماء يبرق..
هو ألم و هم في نفس المرء يخفق..
و سلطان غاشم يصعق..
أهذا ما جئت في نفسي تخلق؟.
لا تحاول فقد ذقت مرارة كأسه الخارق..
قال أنه يُحبني.. و بقلبي لا يرفق..
يدعي الوفاء..و لغيري أنا يعشق..
ألا أيها الملاك الأزرق..
أعلى هذا الخائن تريدني أن أشفق..
و لظنوني و شك فؤادي أعتق..
تقول اصطبري، عله من حرارة اللقاء يفق..
و الهم و الأسى في دمي يخفق..
أقسمت أمام الكون و الخالق..
أني لأنفاس حبه خانق..
لن أرحم عيناه مهما بكت ولو قلبه استفاق..
و قال:"لغيرك ما كنت أنا عاشق..
أنا ابن المثل العُليا و لست بفاسق..
لأكون لنزواتي مسابق..
بل نشدّت حبك حتى سمعتني الأفق..
و راحت على حزني و حسرتي ترق..
و قلبك أنت بكلامي لا يثق.."
بالله؟. أتقول أنك في حبي صادق؟.
و ما كنت غير غادر منافق..
أسفاً أيها الغالي فمن يخن قلبي أنساه في دقائق..
حقاً كان الحب بيننا حبر على ورق..
رحل يوم رحل النسق..
في غيابه لا أخشى ظلمة الطرق..
و ما الحب حبيبي إلا لمن كان بالوعد يصدق..