أبناء أمتي, قد شمروا عن السواعد

وكحلوا عيونهم بسواد ليل حالك
وعزموا الأمر في الأبتعاد عن المهالك

وأرسوا في   الأرض إشارات
علموها باشكال عديده من الإطارات
كل إطار يعبر عن تخليد نصب
والنصب قائم , وهاهو , يعتكف
كورقة خضراء على فرع تصلي ,   و ترتجف
ودموع الندى على وجنتيها   بعد لم ولن   تجف

تستغيث من شدة وصرامة الإعياء
أغيثوني فإن جسمي تقطع الى أشلاء
وإن نبضي فاق نبض العقلاء
لكنني لن أستسلم فأنا في معركة مع الهواء

سيقلعني من جذوري , خاب ظنه
فانا عصية على النار, فكيف أستسلم للهواء
لا تخيفني , فإني خبرتك , فقوتك هراء بهراء
أمام عزيمتي , فعزيمتي فاقت عزيمة الأشداء
إني أعرفك , تتمثل الخجل والحياء
تتمثل حياة فقر وأنت من طبقة النبلاء
تتمثل وداعة حمل , وأنيابك عصية على الإستخفاء
تتمثل دماثة أخلاق , وطيشك عبث بالأموات قبل الأحياء

لاترهبني أبداً , فإني قد خبرتك, وتجرعت المصل والدواء
فلست بحاجة بعدها أنا   الى مشافي وأطباء
لست بحاجة الى مداراتك ومجاملتك وما تتخذ من أسماء
كي تسيرني , وتغتصب حقي , هذا كله محض افتراء
كفى ما نلت منك لسنين من إعياء
إرحل عني ,لملم جحافلك , ولو على استحياء
ولا توهم شعبك بأوهام , وتتخذها لهروبك رداء
نصيحة أسديها , فشيمتنا عدم الغدر,فنحن أهل المجد والإباء
ودعني وشاني فقد عزمت أمري , ونفسي وما أملك لوطني فداء
وعدت الى أصلي ,فجذوري متعطشة لذاك الماء
متعطشة لماء العروبة , ماء عذب سلسبيل , كله صفاء بصفاء
نقي بتراث اصيل , تراث أجدادي المسلمين الحنفاء
تراث ابراهيم الخليل وإسماعيل والمصطفى النجباء
تراث ابو بكرالصديق ,   وعمر وعثمان وعلي الشهداء
لأرتوي منه جرعات   فهي لي خير دواء
حينها ستعض يديك ندماً , كيف أقدمت على هذا البلاء !!
كيف استهنت بعزيمتي , وخضت حرباً ولم تكن لي من الأكفاء !!
كفاك تسلطاً وتجبراًً , كفى ما لك في البرية   من أعداء !!