هكذا يا عام ال1994 رحلت وقد حملت في جعبتك أحزان وآلام   وأحلام



وطويت في ذاكرتك   ذكريات جسام



قصمت ظهري في يوم الجمعة في الثاني عشر من   شهرك   الثامن



يا عام ال94   : حملت معك أمور وأمور



أمور جعلت الظلام يحل بدل النور



ماذا   أقول   وحقيقتك للجميع ظاهره



وفي ثنايا أيامك   طمست حياتي ولم يفسح لها مكان في الذاكره .



أبدأ من نفسي واقول



كنت أرجو فيك من ربي أفضل الحلول



وكنت دوما أسأل ربي فيك بيني وبين المعاصي أن يحول



ورجوت ربي مراراً ،   بعدي وفراقي عن الأحبة لا يطول



دوماً كنت افكر في واقع حياتي وفي الفكر   أجول



من نقطة البداية ,   أبداً ما كنت في تجوالي عجول



وتريثت أياماً قبل سفري وأيام



ً ولكن قدري جعلني على الطائرة محمول إلى أمستردام



وهكذا كما ترى فقد أمضيت في غربتي أيام ً وشهور بل اعوام



ً ولا أدري الفراق إلى متى يطول .



أعذرني بتسميتك بعام الحزن والمقت



أعذرني فيك عانيت ما عانيت



ولا قيت فيك من فرقة وغربة وألم ما لاقيت



وقصم ظهري وأخذ ولدي ووري مثواه



بعد شهرين بعد السنة من اشباع   نظري من محياه



ظروف أنت أعرف بها مني ، منعتني من رؤياه



يا عام ال 94 حصلت فيك أمور كثيره



خطوباً ، خطوباً كلها مريره





يا عام ال 94 ماذا أقول فيك بما يخص   الأحداث العالميه   .



خصصت نفسك للقيام بأأقبح مسرحيه



فيك قتلت ، شردت ، اغتصبت   المرأة البوسنيه



ولم يشبعك   هذا بل مددت يداك إلى المرأة الشيشانيه



وماذا أقول لأقول بشأن الأراضي الفلسطينيه



وما يجاورها من أراض عربية وأسلاميه



وهكذا حددت أعداءك على الهويه



البلاد ، الشعوب   ، التي هي إسلاميه , عربيه



لا أعرف لماذا هكذا كنت على الشعوب الإسلامية جداً   شديد



وقبضتك عليهم أشد   وأصلب من الحديد



إذا تنفس امرئ منهم   ، قلت لا ،   لا أسمح لنفس يعطى   للعبيد   .



لماذا كنت عليهم أسوأ جلاد



لماذا علقت المشانق ونشرت الرعب والخوف في كل البلاد



وألقيت عليهم سخطك وغضبك   حتى أمسوا رماد



بعد أن كانوا أحياء ولله عباد .



لا أدري لماذا كنت   على المساكين   حاقد



لماذا   كنت شديد البأس على كل من هو لله ساجد



وهكذا أنت   يا عام الديمقراطية للكفر دمث



أتخاف على صنوك الماسوني، عن   يمينه أن يحنث



يا عام البلايا والمصائب



ما تركت خلاً وفياً ولا صاحب



خططت ونفذت هذه الأفعال



وتركتنا عرايا ضائعين في ثنايا الصحراء على كثبان الرمال .



أعذرني في قولي هذا فالأقدار عليك مقدّره



وبإرادة المولى كلها مصيره



وإني أعرف   انك لا تقدر على تحريك كبيره ولا صغيره

.

أريد منك فقط   أن تكون شاهد



والشاهد عليه أن لا يكون محابيا ولا جاحد



وأسوأ أمر أن ينكر الشاهد ويتملص عن قول الحقيقه   .



بأي حقيقة يا عام ستبدأ   ؟



.   .   .   وأي حقيقة يا عام ستذكر ؟



لو كنت مكانك يا عام   العجز,   لعجزت عن الشهاده



ولتلخبط   فكري وأصابتني أفكار السذاجه



ولوجدت نفسي ملقياً على أرهى   وساده



كي لا أحكي الحقيقه .



الحقيقة أمرها مرٌ   ، وحلوها أمرٌ   ،   و أمرّ



الحقيقة هي   إن دنيانا الآن غابه



مهما تغنوا وأطنبوا من فنون ودعابه



إن شريعة الغاب هي النغم السائد على وتر   كل ربابه



وما حدث في أيامك   ولياليك أكبر دليل على ذلك   و شهاده



من يملك القوة يفعل ما يريد



عزيمته صلبة   اصلب من الحديد



يحول الحلم حقيقة والحقيقة خيال



ويجعل من الرمال جبال



ومن الجبال الصلدة رمال بل خيال



القوة يا .   .   .   .   هي المسيرة لكل   حال



أشكو أمري وأمركل المساكين



لرب العالمينْ



عسى أن ينصفنا منك ومن الظالمين   المتغطرسينْ   .



سامحك الله يا عام بما حصل فيكْ



وأسأل الله أن يبدلنا خير من أيامك ولياليكْ



ويقدر علينا الخير كل الخير في العام الذي سيليكْ   .

    نايمخن هولندا 31-12-1994