قريتي التي ولدت فيها وتنشقت نسيم الحياة لأول مرة وذلك في 01-01-1958 , قرية تقبع في منتصف جبل الزاوية الاشم , في شمال سوريا اذ انه يقع غرب معرة النعمان ويتبع الى محافظة ادلب ,

يا إبلين   يا نبضة قلبي الحزين

من أين أبدأ قصتي وحكايتي ، سأبدأ من ماض دفين

أم أتناسى الأحداث وأطويها وأتكلم منذ الحين

فيك رأيت نور هذه الدنيا، نور رب العالمين

حيث تنشقت هواء الحياة , هواءك العليل كما تعلمين

ونموت مع الأيام والأسابيع والأشهر والسنين

حتى بلغت من العمر اثنين فوق العشرين

الى ان قدر الله علي ان اكون من جملة المغتربين   القسريين

وذلك في اوخر العام الف وتسمائة وواحد وثمانين

يا إبلين   ، اعذريني فإن جراحي عميقة , فإني أئن من الآلام أنين

حبك في قلبي متميز   من بين الأراضين

سوى ثلاثة اماكن اقدسهم فحبهم في قلبي حب متين

مكة والمدينة والقدس مجمع النبيين

ماذا أقول بوصفك , يكفيك انك ارض المحبين

نقاء هواءك ، صفاء سريرتك ، خيراتك المتعددة لأ بناءك كما تشتهين

دوما ، صيفا ، شتاء ، خريفا، ربيعا، مرصعة بوشم الجمال على الجبين

بداية أنت قلعة مغذية للعلم والأخلاق والدين

جغرافيا وطبوغرافيا لا مثيل لموقعك   بين الأراضين

أبيت إلا أن تكوني مركز الحياة في جبل العاشقين

أبيت إلا أن تكون فيك الثمار كلها من فواكه وزيتون وتين

أبيت إلا أن تكوني قلعة محصنة للثوار ضد المستعمرين

كللك الغار والزيتون بزهو قامتك وكانت سنا ضوء مبين

نشأت فيك وسقيتني وأطعمتني شيَماً أفاخر بها بين العالمين

منك أخذت العزة والشهامة والإخلاص والدين

منك تعلمت أن لا يسكت الإنسان على ظلم الظالمين

هواءك ، ماءك ، ترابك أعطوني أنفة وعزة ورفعا للجبين

كل ذلك من شيم وشيم أنا لك فيها مدين

والله ما غبت عن مخيلتي لحظة وذكراك دائما بنار الشوق تكوين

يا نهر حياتي ، يا أملي يا حبي المتين

أقدار الله قضت علينا ان نكون كما نحن الآن متباعدين

فما علينا ، كوننا مخلوقات إلا التسليم لرب العالمين

مايهورست 13-01-1995