أيها الغريق قد نلت الشهادة وأصبحت للأبرار صديق

فأنت والحمد لله مؤمن ,وإيمانك عتيق ، عتيق ، عتيق

منذ تفتحت عيناك على الدنيا وأذناك ردّد عليهما أحلى نداء

ومن قبل كنت مفطورا على دين الحنفاء

ومن ثم ترعرعت في كنف الإيمان صيف شتاء

لا تبالي كان حرِاً أم برداً فهو سواء , لنيل الثواب وحسن الثناء

حبيبي قد وصلتني من أخيك علي رساله

فصل فيها اخبار رحلتكم , من الاردن الى العراق بعجاله

أخبرني أخاك ,وأراحني وجعل نفسي رضيه

وأمدني بسنا طمأنينة , بأن نفسك كانت زكيه

وكانت تعمل جاهدة لتكون لربها تقيه

فقد صليت الفجر مع الحضور   جماعه

وقرأت سورة الكهف مع الاخرين سوية أملا بالشفاعه

وبعدها حضرت صلاة الجمعة والجماعه .

ثم انتقلت في مجموعة لتناول طعام الغداء .

كان قدر المولى, يخطو بك إلى حتفك خطوة خطوه .

مجرد الانتهاء من الغداء أسرعت بالخروج

وطلبت من الجميع الانتشار, قاصدين المروج

وصلت إلى مكان حتفك ، المكان الذي قدر الله فيه, لك , نيل الشهاده

أسرعت وعلى عجل بالتخلص من اللباس

وأخاك كان خائفاً, لا يدري , يحاول كتم الأنفاس

وخاطبك أخي, لا تسبح لقد انتابني الوسواس

أخي اسمع مني ، أطعني ، ولا تفرج علينا الناس

ولكن بادرته قائلاً, أنا في البيت لك مطيع

دعني هنا, آخذ حريتي , واسبح مع الجميع

وقدر الله يا ولدي , ذلك المنظر الفظيع

وافتقدك أخاك وبات ينحب كالطفل الرضيع

الحمد لله يا ولدي على كل حال

لامناص من قدر الّله, فهو مقدر الأقدار

أسأل الله , أن يجعل سكناك في الجنة مع الأخيار

ويغدق عليك من رحمته , حيث في الجنة اللبن والعسل أنهار

ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة وتكون محشوراً مع الأطهار

هذه إرادة الله يا بني ,القادر الجبار

أنت السابق ونحن من خلفك , فهذه هي الأقدار

كلنا لابد آت يوماً الرحمن ، الرحيم ، الغفار

مناي من المولى أن لا يحرمني أجرك

وأن يمن علي بالهدى والتقى, ويأجرني على فعلك

والله ثم الله , كنت على أشد من الجمر شوقاً لأراك

لكن ما حيلتي, فما كنت قادراً على أن أكون قريباً من سناك