لا أستطيع ألا ان أتذكر

وذاكرتي وآ أسفي دوما في الماضي تتبختر

من حياة الرضاعة في سورية الى عمان حتى أصبح ,اكبرواكبر

إلى سن الفطام , إلى مرحلة الدراسة ,لا أعرف ماذا أتذكر لأتذكر

سنين كلها سنين, كانت سنينا

حياة المرارة منذ بورما غادرنا

وبحثت في عمان عن مأوى, ليكون لنا موطنا

وبعد بحث مضنٍ وجدت داراً ولا أظلما

هذه بداية مشوار تعيس ، خط بخطوط داكنه

ونمت معه آلام وآلام لم تبق ساكنه

وكانت الحاجة جد ملحة , كي نسعى أمام العائله

شمر عن ساعده -وأخاه- على رأسه الحلوى حملْ

ينادي بالشوارع كي يبيع الحلوى على عجلْ

ينظر إلى الناس لكن بوجلْ

اشد من عزيمته ، آه بني لِمَ   الخجلْ ؟

أنت تقوم بعمل شريف ،   أنت بحق بطلْ

يا بني أنت تعمل بكدٍ أمام اخوتك فتحملْ

يا بني هي الحياة بقسوتها ،   ولا نعلم متى الأجلْ

تمسك بحقك ولدي وكن شجاعاً ، كن بطلْ

كنت أعطيه كلمات اشد من عزيمته

وابدي اجتهادي وحرصي في نصيحته

ابدي له غير ما كنت ،   بالآلام اكتوي

أخاطبه وأخاه ، وأنا بدون وعيي

لساني يتكلم   ، وقلبي وفكري في جانبْ

كنت متألماً ، كنت غاضباً ، غاضباً ، غاضبْ

لكن في أعماق قلبي تتأجج النار

وبين حين وحين ,كأنها إعصار

ودوما أسال ربي , الهي يا جبار

ألهمني الصواب ،   وثبت أعصابي ،   كي لا تنهار

فحالتي الصحية , انت اعلم بها , غير قادر لفعل شيء, من اجل الصغار

لكن ما العمل, ليس باليد حيله

الا   ما ارتأته خليلتي الجليله

واستمر قرابة السنة وهو يعمل من حين إلى حين

كم وكم وجدته يخوض معارك مع الآخرين

عليه جميعاً متجمعين ، ولحلوته ناهبين

كان لا يقبل الهزيمة , لكن لا يحمل ضغينة

براءته, براءة كل طفل، وحبه للصغار ليس له مثيل

نعم كان بريئاً ، بريئا .كان يصبو ان يكون غنيا

يفكر ويفكر كيف يجمع المال, لكن في الحلال ، الحلال

حيث كان يبدي أفكاراً في هذا المجال, يقول أبتِ لو عملت كذا لكثر المال

أقول آه بني أرحني ولا تكثر القيل والقال , دعني حبيبي أعارك هذا الحال