من ديوان
إبتهالات
للشاعر
محمود علي الخلف
زمان الصبا في الشيب رجاني,أعين الشيب على سير القفار
وتنحنحت وتململت أفكاري , في ظل وارفة بأرض الدار
وتكلمت مني المشاعر كلها , كالرحى تدور عند الجار
فقالت بعد أخذ ورد , أهي الحياة كلها كنهاري
تيقن إن الحياة قصيرة , ولابد من الرجوع إلى البار
فاعمل ما يريح الضمير فيك, ويجعل الراحة للأفكار
ذاك قول يحيي المشاعر , ويجمع الأقوال والأشعار
تذكر مما لا بد منه , يوماً الوقوف بين يدي الجبار
تلك الحياة طريق قصير, إلى الدار وأي دار
فاعمل صالحا وتأنى وكن مؤمنا من الأخيار
وتفرب من الله زلفى , واشغل نفسك بالاذكار
تلك جنان الخلد فيها , العسل , الخمر،اللبن , أنهار
فيها خيرات حسان , عرب ، أتراب ،أبكار
واحسن الحسن فيها , لذة رؤية رب العباد الباري
تنوع الجمال وتلون فيها ,قصور,حدائق, طيور, وحور اطهار
فاعمل خيرا كي تنال فيها , كل خير وتكون من اربح التجار
دارغناءة وارفة الظلال , لاشيء يشبهها فلا تحتار
ذاك جناح النعيم فيه , ما ذكرت من نثر واشعار
أما الهوان أعوذ بالله منه , شره شر مستطار
فيه لهيب محرق ولظى , صادر من لهيب النار
إذا نظرت إليه شهقت شهقة , كأنها الإعصار
وبعفوية قلت ربي , نجني منها ,والطف بعبدك ياستار
أنني لك عبد وللعبيد مقام عند ربهم الغفار
|