حائرة
تًتَعرّى فوق رمالِ اليأسِ على أعتابِ المتوسط والقلزم،
تْغفو فوقَ الصّدرِ الأجزلِ دفئاً..
وتهدّ الرّعشة أطرافاً جمّدَها البَردْ..
وأذكى حرقتها ثلج يلتهبُ.
ينتسبُ الشّرفُ لعينيها..
وتَبيتُ بحضنِ الألفيّةِ دهرا..ً
ستون فضاءا كبّلها،
ستون عباءة زنديق عَرّتْها،
ستون سياط القمعْ ،ولا يعلوا
غيرَ صُراخِ   المُومِسِ أصداءاً.
أو حرقة بكرٍ تغتصبُ.
تصدأُ قافِيةُ السّاديّة وهما..
تهوي كل معاركِ كِسرى الكُرتوني،
وقلب الأسدِ المزعوم..
وكليبْ، والزيرُ الوهمً القبلي.
وكذبةُ عنترةُ الكُبرى،
وأساطيرٌ تطفوا كالقشة فوق بحورِ الواقعِ ،تَغتَرِبُ.
أسْتَنكِرُ كلّ معالمها،
أكفُرُ بالجّلدِ المرقومِ بأسطرِها،
وأصدّقُ أحداقَ يتيمٍ ينتحبُ.
أُقسِمُ بالباقي من رقعةِ جسدٍ أُسطوريٍّ يتمزقُ
قربَ الأسفارِ الورقّيةِ دونَ مجيرْ.
يَقْفِزُ من بين سطورٍ ورِثَتْنا،
ودِنان التّاريخْ ..
ودموعُ يراعٍ يَنسَكِبُ.
أقسمُ أنْ لا حقّ سواكِ
أصدقهُ..
أنكرُ كلّ حروفِ مزاعمِ مجدٍ
تُرديهِ الحَسْرَةُ،
وتباريح جِراحٍ للعزّةِ فخراً تَنْتَسِبُ.
قَدَرُ السُّراقِ بِأنْ تَنْهالَ مآثِرُهم كالسّيفِ المَحتوم..
نَسْتَسلِمُ دونَ عناءٍ،
للمجدِ الغابرِ والنَّصلِ القَدَري الغَيْبي الغائِبِ من أزلٍ..
وَغُبارُ الحاضِرِ يَعمي..
وَيضيقُ الصّدْرْ..
يَكتمُُ أنفاساً تَضْطَرِبُ.
والثّكلى تَرقُبُ معتصم
والستون لم تنجب معتصما..
وتَقادَمَ ما زَعمَ العربُ.
ورِثَتنا الكِذبةُ..
وعباءة سيدِنا الوَثَني,
وعنادُ أبي جهلٍ..
والنّارُ الأولى سدّتْ كلّ مَنافذ قلبٍ أسطوري
وأبي لهبٍ يوقد حزمةَ ماضٍ أعمى.
ويزمجرُ، يَصدح فينا ابن أبيٍّ..
في سكرةِ حانتنا..
فتَمَرّدْ عَصْفاً يا حَطبُ.
وتسعر لهبا يا لهبُ.ً
حادينا باتَ أبا لهبٍ،
ذي عبدُالدّار تَلتَهِبُ.
قدّمْنا قربانا للسّعدْ.
وادعوا سعداً ومناةً.
واللات الأولى.  
خلّصنا من لعنةِ تاريخٍ ألقى  
يَتقاسمُ أسطرهُ الكَذِبْ.
شتاء 2008