الشعر الفصيح الشاعر ( نبيل أحمد زيدان )

كتب الزمـان عهود مجد سالـفٍ
هل يا دمشق تعودنـا , غـنّامَـة؟

لمـلمت شعري بالسطور كواحـٍة
من ياسمـين ونرجسٍ وخـزامـة

وغزلت غصن الغـار ملمسه سرى
بنسـائمٍ فاحـت عتيـق إسامة

ونثـرت من روح البنفسج بهـجةً
سالت على رهـف الشعور وسامـة

ونسجت من جوري الورود خميلةً
رقـصت مع الإحساس رقص يمامـة

وهناك فوق خـدود جدولها ندى
بعـبـير زنبـقهـا جمـيل إقامـة

وحزمت إكليلاً من الأحلام رنـا
متـعلـقاً بزهـور أنـسٍ ضامّـة

ورششت ماء الزهر فوق حروفها
هفـهفت دخن بخور عودٍ شـامّـة

علّ العـطور تثير بعـض مشاعرٍ
للـحب للـحريـة الـقـوامـة

علَّ الحـياة تقـطِّـرُ بمـعـبِّقٍ
ينـضو على الوجدان عطر سلامـة

أو تَنبُـتُ الأحلام فوق جفوننـا
مرسومـةً بشـفـاهنـا بسّامـة

إني العشيق وقلـبي الزاهي بـدا
بجمـوح وجـدٍ,لا تقتفيه سآمة

ليعيش ثورات الجيـاع ويرتدي
حبَّ الجـهـاد عـقيـدةً وسّامـة

يرتد نحو الظلم صهوته المـدى
وبـصدره الأوطـان ركن دعامـة

يسري على الآفاق هاجسه الصفا
ومـرامـه الإنسان سـفر إقـامـة

ما العشـق إلا نـغـمةً وتبتلاً
وطـنٌ وروحٌ , عـزةٌ , وكـرامـة

هي لوحـة الألوان مشرقة المـنى
أو يـا دمشق عظـمت من رسّامـة

نًقَشَت حوائطك الملاحمَ صـورةً
وحكت حجارتك القصيـدَ شهامـة

عطرت حروف النصر من ريحانةٍ
و شذا كتـابٌ كنت فـيه مقمـة

كلَّلتِ سيفك بالصحاف إمـارةً
فبدا على صـفح السيوف كشامـة

تترى الكرام على المـوارد ترتوي
والـوِرد يرشف من ثراك زعـامـة

المجـد ملكك والمـلوك مسيـرةٌ
إن ودعـّوا, فبـقاسيون عـلامـة

شقَّ الربى صخرٌ وسوسنُ ضمّـها
رَضَـعا شموخ طباعـك المـقدامـة

وتكحـلت أمجـادنا بـعزيمةٍ
فبدا بعـين النجـم ومـض إمامـة

بيـضـاء سـرٍّ والسريرةُ أختهـا
ما قـط تلـعـثم باللسان عجـامة

أرسلت بشرى والبشائر موكـبٌ
أ رسـت أصيـل محبـةٍ وشّـامـة

ما غاب طيفك عن فؤادي أو أنـا
صادفت في حب الحـبيب ملامـة

وحقـيقـة الأشواق ذكرى درّها
سيـلٌ من الهمسات بـعد كتامـة

هي فـطرة العشاق إن زادت هوىً
أ ثـرٌ يعيـد إلى المريـد فـهامـة

إن كـان لبنـان الحبيب رسالـةً
أنت الرسول ومن سمـاك إسـامـة

أنت ومازلت الحـياضُ رحـابـةً
وكُـتبـتِ في سفر الزمـان الآمّـة

أهديتِ ماء الكـون بعض صفائه
وأريـتِ للشـمّاء رفـعـة هامـة

يصفو لك التـاريخُ حين سلامـه
ويـعـود طـوعاً إن أراد سـلامـة

ويجـدُّ في طلب الرحـيق مـدادهُا
مـوروث حِكمًتَكِ, بروضـك لامّة

يمتص أطياف الزهـور كنـحلـةٍ
ويـدرُّ في شغف الـورود رخامـة

فحـملت هودجـه موشى قيمـةً
قيـمـاً لعـولمة الفضـائل تـامـة

عـنوانها الإنسان عند إفاضةٍ
حـلـلٌ من الإيمـان تكسو العامَّـة

من ذا لنسج بساطها إن لم تـكن
روح الشآم سـداهـا لحُـمٍ لامّـة

ليشيع في أفـق الفضاء عـدالـةً
ويشعُّ في دنيـا الوجـود فـخامـة

فبنورك التاريخ وهـجُ حـضارةٍ
وبشـارةٌ ,للعـالمـين مـقـامـة