المستخدمين
المستخدم:
كلمة السر:
المنتديات اتصل بنا تسجيل الرئيسية
 
Your Ad Here
شاعر الأسبوع
شاعرة الأسبوع
قصيدة الأسبوع
أخبار وأحداث New
علامة استفهام
من ديوان المسرحيات الشعرية للشاعر Mohamed Shady - محمد شادي

علامة استفهام " ؟ "
المكان :-       مدينه حديثة
الزمان :-         غير محدد
الشخوص :-   - إنسان                 شاب في مقتبل العمر
-   حبيبة                 فتاة في عنفوان الأنوثة
-   الحكيم               رجل في منتصف العمر
-   الهاجس             رجل في زي بهلوان أعمي
- راقصين                 ( 6 – 8 شباب و فتيات )



اللوحة الأولي :-                   استعراض البداية

تبدأ الأحداث بحالة إستعراضية مبهرة تصور حالة التعارف بين إنسان و حبيبة و كيف تنشأ بينهما حالة من الحب .. تنمو حتي يقعان في الخطيئة .. بعدها تبدأ المسرحية فعليا ..

- صوت الحكيم :-
كان انسان و كانت ..
كانت البنت حبيبة ..
كانت الدنيا براحا
للأحاديث القريبة ..
فوق شط النيلا كان ..
و الزمان .. ما الزمان ..
كان بضع من ثوان ..
ليس في هذا " غريبة "
كان إنسان و كان …
كانت البنت حبيبه




( الاسـتعـراض )
ح - قولي يا انسان ..
أ   - نعم !!
ح - شفت قبلي قد إيه ؟؟
أ   - قبلك انت يا حبيبة ..
حزن مش قادر عليه ..
شفت خوفي و شفت جوعي ..
شفت أيامي و رجوعي بالسؤال ..
" انا عشت ليه ؟؟ "
شفتي يا نبعي و حقيقتي ..
قبل منك .. شفت إيه ..
( يستمر الاستعراض و يخلو المسرح من الراقصين ولا يبقي سوي الولد و البنت في حالة خلوة .. تتطور إلي حالة جنس لطيفة .. )

صوت الحكيم :-     كان عصفوران رقا
حينما كان الغروب
حينما قلبان دقا
صاحبين في الدروب
كان ذا .. حب وليد
صار ضوء الشمس عيد
و المدائن الكئود ..
أصبحت كهف الهروب ..
حينما اقتربا لمرة ..
قبلة .. لو في الوداع ..
حينما اجترءا لمرة ..
حضنهم ملء الذراع ..
حينما هويا لمرة ..
في الهوي و العشق ..
ضاع ..
منهما وعي و ذكري
فاللقا عذب .. عجيب ..
مؤلم ..
عذب ..
غريـب ..

كان عصفوران رقا ..
ثم شقا ..
ستر .. غيب !!



ينتهي الاستعراض بشكل تصاعدي، تختفي الموسيقي و الأضواء، ولا يتبقى سوي صوت تنفس صعب مرتفع جدا .


إظلام .




اللوحه الثانية :-

( إنسان و حبيبه جالسان في ما يشبه صحراء موحشة .. ظهر كل منهما للآخر .. الملابس الحديثه التي كانا يرتديانها تحولت إلي ملابس بسيطه جدا اقرب ما تكون إلى العري .. المكان كأنه سهل أمام جبل علي شكل كف هائلة .. الأصابع ممدودة لأعلي و هما جالسان علي حافة الكف في ظل هذه الأصابع الضخمة الرهيبة .. )

ح - و ماذا بعد ؟؟
أ   - لا أعرف ..
ح – هل …. ؟
أ – لا .. بالله عليك لا تسأليني الآن ..
كفاني ما يكويني من اسئلة ..
خاصة .. تلك الـ " هل " !!!
تفتح بابا لجحيم لا يرصد …

ح – فإذن .. ماذا بعد …
أ – قلت لك لا أعرف ..
أسمعت ؟؟
لا أعرف .. لا أعرف …
ح – أتحبني ؟؟
أ – أجننت ؟؟         بالطبع أحبك و إلا .. لماذا ……..
بالله كفي عن تلك الأسئلة التي
تمزقيني بها ..
ح – هكذا !!!
سأصمت إذن للأبد ….
أ – لا …
استحلفك بالله .. لا تفعلي ..
لقد عشت زمانا طويلا .. صامتا بدونك ..
بالله عليك .. لا تعيديني للصمت مرة أخري ..
( كأنه يحدث نفسه )
في الصمت .. يأتيني الهاجس ..
في كل مرة يأتيني في زي مختلف ..
و في كل مرة .. يطرح في رأسي اسئلة رهيبة ..
لا اجد لها جوابا ..
فما إن ظننت أني وجدت الجواب ..
خرج علي الهاجس بسؤال آخر ..
اكثر صعوبة .. و أقسي إجابة ..
و تتوالي الاجابات ..
ينفي كل منها الآخر ..
و أضيع أنا في الحيرة ..

ح – قل لي …
أ – ماذا ؟؟
ح – كيف تراني الآن .. ؟؟
أ – أنت ؟؟
( يقوم ليقف وراءها و تستدير هي في جلستها لتواجه مقدمة المسرح )

أنت ..
حين تمرين بخاطري ..
و حين ترسلين أنا مل طيفك في أحلامي ..
حين تبصرني عيناك ..
و عندما انطق اسمك ..
أذكر فجأة ..
من أنا .. و من اكون .. علي وجه الدقة ..
اعرف بكل التحديد ..
أين مكاني .. من الله و من الناس

ح – تري .. هل تملكت تواريخي القديمة
و احتفظت بمفاتيح كنوزي ..
كل هذا العمر ..
كي نلتقي اليوم ..
و تهبني عيناك .. صكا للغفران ..
عن كل عذاباتي الأرضية ؟؟

أ – أنت تعيدين لجسدي ..
ذكري جناحاي العتيقان ..
فإذا بي استطيع الطيران من جديد ..
في سماوات عينيك السرمديتين ..

ح – أتحبني ؟؟

أ - …………                             ( يتراجع خطوة مبتعدا عنها و ينهار باكيا )

ح – لا تجب الآن ..
فليس ثم حديث .. ابلغ مما تتلوه عيناك
علي قلبي .. فيري جنته ..


أ – حبيبة ..
أنت امرأة .. تتقن فنا .. ما ..
يختص بتحويلي .. من صوري الإنسية ..
لملاكي السابح في أضوائك .. منذ زمان .. ما ..
كنت أقول ..
أني اعرف حتما .. كيف تكون الجنة ..
كيف الفردوس يبيت علي شفتيك ..
كيف يكون المحراب .. في كفيك ..
و كيف الوحي يكون ….

( في تلك الأثناء .. يتسلل الهاجس ليقف أمامهما .. و هما لا يريانه .. )

الهاجس –                                               ( ضاحكا بسخرية …. )
من سيقول لك اليوم بأنك
لست نبيا ..
( تتعالي ضحكاته …. )
( يبدأ الهاجس في رقصه هيستيريه …. )

أ – آه …..
كيف بالله استطعت أن تعلمينني ..
أن أنظر في عيون من يكذبونني .. و أبتسم ..
كيف .. صرت أوزع كل الصلوات التي أقرأها في كفيك ..
علي الكافرين بنا ..
و كيف أخيرا .. تعلمت ..
أن سيفي في غمده ..
أمضي من حرابهم الغائصه بجروحي ..
يا الـلـــه
لأنت الله حقا ..
فما من رب باستطاعته .. أن يمنح عبدين من عباده
أن يكونا .. نحن ..
أنت .. و أنا ….

ح – لكن قل لي …. ماذا بعد ؟؟
كيف نكون اليوم و قد ذقنا الـ ….

أ – من ذاق .. عرف ..
في العشق .. في الخطيئة .. في كل شئ ..
ح -                 من ذاق عرف ؟؟؟
فكيف اليوم نكون و قد ذقنا …
هل كان العشق خطيئتنا ؟؟

الهاجس :-   إليكما سؤال :-
هل لابد من عاص ..
ليكون الله غفورا ؟؟؟

( يضحك بشكل هستيري علي حالة الوجوم التي اصبحا فيها بعد سؤاله .. يقول في سخرية مرة:-)
الحمدلله الذي وهبني المعصية كي اري مغفرته …


أ – الحمدلله الذي وهبني إياك .. لكي أراني …
ح – ماذا ؟؟؟           أأنا معصيتك ؟؟؟
أ – ماذا ؟؟؟


( الهاجس يضحك بشدة ثم يغيب )

ح – سأكرر عليك السؤال .. للمرة الأخيرة ..
قل لي ..
كيف تراني الآن ..
أ – بل كيف أرانا …
ح – كيف ؟؟؟

( يستمر الحوار بين انسان و حبيبة بينما يدخل ولد و بنت كأنهما انسان و حبيبة في حالتهما الأولي قبل الوقوع في حالة الجنس الأولى و هما في حاله رقيقه من الرقص الناعم .. )

أ – يا هلتري ..
ح – مر الشتاء بقريتي ..
أ – من كام سنة ..
ح – أم أن أزهار الربيع تماوجت ..
حتي استكان العشق في هدب الفتاة المستحيلة ..
غارقا .. في حلم عيني بالمطر ..
كم قلت لي :-   " أنا لم أكن هذا الفتي الـ ……. "

أ – " ما تخافش من حس الشتا .. "
لساكي فاكره كلام عنيكي ؟؟ .. باحبهم ..
مين اللي قال ان الشتا مخلوق عجوز ..
مين اللي ….
ح – من لم يستطع ان يبتني عشا لقلب فتاته ..
فليستبق درب المشيئه في الهوي .. مسشهدا …
أو فليكن …

أ – في كفوفي حبات المطر ..
شايل غنايا و باجري .. باجري ..
حتي ان تهت في دروبك .. ح اكون ..
لميني لو غالي عليكي ..

ح – لم يأت يوم .. و استطعت فراق عيني ..
و ابتسمت لخاطري .. حلما ..

أ – شقي ؟؟
آخر شقاوه عنيكي دول ..
الحلم فيهم .. سلسل الخوف اللي فيا ..
و هد حيل الجين ف القلب العليل ..

ح – الموت في دفء المشاعر لا ينال من الشجاع ..

أ – قلبي فدا عيونك .. و انا …

ح – لست الذي أبغيه في محض اشتهاء ..
أنا اشتهيك .. علاقة فوق الزمان ..
فوق اشتهاء الكرز في شفتي لشعرك ..
فوق صدق حنان صدري ..
حين تلقي بالهموم الماثلات بصدرك الواهي عليه ..

أ – مانيش أناني ف حبي ليكي ..   بس …

ح – لا ..
لا تقلها ..
أنت لي ..
فوق احتمالات البكاء بصدرنا ..
فوق المدينة ..
و الهروب المستباح لبيت أهلي .. فوق كل الـ ….

أ – مستحيل …
مستحيل تكدب عنيكي ..
باصدقك .. و باكدب الجرح القديم ..




ح – الجرح شيمة فارسي ..
هذا حبيبي ..
لن يضيع بأي درب ..
ما احتمي بنداي من شمس الهجير ..

أ – انا مش ح اكون .. لو مش ……

ح – لا …
لا تقل أني خذلت صباي فيك ..
الموت ليس ينال من الحقيقة في عيونك ..
لا تقل …

أ – طب و العمل ..
رح نعمل ايه ف نهار بيعرف كل مره ازاي يسيبني ..
و يسرقك مني ..

ح – النهار صديقنا ..
كم ذا حبانا باللقاء ..
عيوننا كانت تجوب مسافة لا تنتهي ….

أ – ابتسامتك كات نهاية رحلتي ..
و العشق كان طالل ف عيني ..
ماكنتش اعرف ..

ح – بل لم تكن ترغب في أن تخبئ سرنا ..
انت اشتعلت بمقلتي …
و أنا …..

أ – هويتك ..
و الغرام بيننا ما عمروش كان خطية ..

ح – الحلم في عينيك كان ..
الحلم في عينيك كان خطيئتي ..
و أنا اردتك .. لم أزل ..
أنا اردتك .. صاحبي ..
و فؤادك المصفود في عشقي دليلي للنهار ..
الموت في عينيك .. غاية ..

أ – لأ .. !!
بلاش السيرة دي ..
خلينا دايما ف الحياه .. أجمل ….

ح – صديقين استحبا ان يكونا خالدين ..
فخلد الشعر المقاتل .. مقلتي علي شفاك ..
و خلدت خصلات شعري .. كل احرفك ..
اشتهاؤك ..
أنا .. لن أضل طريق قلبك ما افترقنا ..
لن يكون مدي لعشقي ..
ان تضم يداك خصري .. في انتشاءة راقصين ..
علي غناء ملاك عشق ..
ضل درب نعيم فردوس ..
ففضل أن تكون قلوبنا فردوسه ..

الهاجس :- ( يضحك منهما )  
( تعود الحالة الأولي و يختفي الولد و البنت ويبقي انسان و حبيبه في صحرائهما مرة أخري … )

أ – كداب ..
كداب ..

الهاجس :-           (تتعالي ضحكاته ..)

أ – هكذا دائما ..
هكذا تكون الخدعة دائما …

" خلدا عشقكما ..
اقطفا التفاحة .. و كلاها ..
تذوقا شجرة الخلود ..
الآن .. أنتما إلهين ..
و باستطاعتكما الخلق ..
هو الخلود …….
( تعلو ضحكات الهاجس بشدة بينما صوت إنسان يعلو محاولا أن يعلو عليه في حين تنهار حبيبة باكية .. و تخبئ وجهها بكفيها .. )

إظلام



اللوحة الثالثة :-

( إنسان جالس علي صخرة ناظرا باتجاه الجبل ( الكف ) يجري الحوار بينه و بين الحكيم الهاجس)

أ – ماهو السؤال ؟؟

الحكيم :- بهذه البساطة ؟؟
كم أنت جاهل .. جهول ..

الهاجس :- ( لإنسان ) ..
دعك منه .. و دعني أنا اخبرك ..
السؤال هو …..

الحكيم :- هل !!!
أ – ماذا ؟؟؟
الحكيم :- لا .. بل هل !!
هل ؟ هو السؤال ..
أ – كيف ؟؟
الحكيم :- لا .. بل هل !!
هل ؟ هو السؤال ..

أ – لماذا ؟؟؟

( الهاجس يضحك منه .. )

الحكيم :- قلت لك .. لا .. هل !!
هل ؟ هو السؤال ..

الهاجس :- هل تريد أن تعرف الاجابة ؟؟
الحكيم :- هذا الجهول أغبي من أن يعرف حتي نفسه ..
كيف يتسني له أن يعرف أي إجابة ..

أ – سيدي أرجو معذرتك ..
صدقني .. أنا أريد أن أعلم ..

الحكيم :- أرأيت ؟؟ أنت حتي لا تريد أن تتعلم ..
عجول .. فقط تريد أن تعلم
دون أن تبذل أي مجهود ..

أ – فضلا .. اعذر جهلي ..
كان مرادي أن اقول ..
أن أتعلم كي أعلم ..

الهاجس :- غبي .. جهول .. عجول .. كيف تصبر علي كل
هذه الإهانات ..
و في النهايه ..
هو لن يخبرك بأي شئ ..
بل سيتركك لحيرتك ..
وحيدا في متاهتك ..
( يضحك منه في سخرية واضحة … )
هل تذكر المرة السابقه التي سألته فيها ؟؟
وضعك في الاختبار .. و تركك ..
دون المعرفة ..

( مرة اخري يدخل الولد و البنت .. يقف كل منهما في ركن من المسرح متقابلين .. الولد ينظر باتجاه البنت بينما هي تعطيه ظهرها .. )

الولد :-   أنا المخلوق من ألمي و من حزني و أشواقي أجوب الحلم مرتحلا
.. أفتش عنك آفاقي و حين أبث أغنيتي .. ألحن دمع أحداقي فإن
آمنت بي وطنا .. يكون هواك ترياقي

أ :-   الشوق تسبيح العاشق ..
و المسافات تراتيل بتنام في عيونه ..
يسافر .. و بيشتاق يرجع لسنين ..
ما تخافش وشوش الناس ..

البنت :- ( تستدير لتواجه الولد … )
مش ليك .. ولا عمري ف يوم انا كنت ..
ولا عمري ف يوم .. رح اكون …
( تستدير مرة اخري لتعطيه ظهرها .. )

الولد :- محال !!!

الحكيم :-   هذا ما أسفر عنه الشوق ..
حين اشتعلت في عينيك الاسئلة الحيري ..
فلماذا .. رغم غياب الورد ..
مازلت تغني ..
و لماذا ..
سرت طريقك بحثا عنها ..
رغم غياب الـ ….
ورد .. !!
الهاجس :- ( ساخرا من كلام الحكيم .. )

مدد عيونك ع المدي ..
و افتح بيبانك للندي ..
يا تغني ف الحلم البعيد ..
يا تغيب ..
و ما يبان لك صدي ..
مدد عيونك ع الـ ….

الحكيم :- محال ان تكون سواك ..
تلك إشارة ..
ما بين اوهام البطولة و النهار .. مسافة ..
ما بين عشقك و الوصول .. مسافة ..
ما بين قلبك و انتحارك .. رحلة ..
تلك الإشارة ..
إما أن تكون …

الهاجس :- …. او الكلام الـ بين شفايفك ينتهي ..
مغرور يا واد ..
واللا الجنان سكنك خلاص ..
بطل بقي !!
لساك محرمتش تغني ..
و عنيك بتسجن دمعها ؟؟؟

الحكيم :-     تلك الإشارة ..
ما بين أن تبقي بشر ..
أو أن تكون ملاكها ..
ألفا نهار ..
لا تكف عن النشيج ..
ولا تفي ..

الهاجس :-   بطل بقي ..
الموت بيتسرسب لقلبك ..
و انت لسه بتشتهجي حروف غرامك ..
و الكلام باهت عليك ..
بطل بي ..

الحكيم :- ما عاد من أثر لشوق في العيون
ما عاد من جرح يؤثر فيك ..
ما ………

الهاجس :-   بطل بقي ..
مليت خلاص م الاسئله و من الردود
و من الكلام ..
بطل .. خلاص …

الولد :- من أول التواريخ .. بحبك ..
و لآخر المسافات .. مهاجر ..
لا ف يوم انا حنيت لبعدك ..
ولا طلت يوم طيري المسافر ..

الحكيم :- تلك الإشارة ..

الهاجس :-   بطل .. خلاص ..
مابقاش سواك لساه بيعرف ف الغنا ..
و البنت لسه بتشتهي غيرك ..

الولد :- خلاص ..
بطلت أحبك ..
صدقيني ..

الحكيم :-       تلك الإشارة ..

الهاجس :-     بطل .. خلاص ..
الولد :- ( متخذا مواقع الثلاثة … )
هو ذا أنا
هو ذا أنا
هو ذا ….

( كأنه اكتشف شيئا ما .. هام .. فجأة )
يـــــــــــاه .. !!

البنت :-     لساك بتعرف ف الغنا ؟؟
الولد :- ( مبتسما كما لو كان سعيد باكتشافه !! )
جايز ..
جايز اكون لسايا فاكر ..
بس الأكيد ..
ان الغنا هو اللي بطل يشتهيني ..
بطل .. خلاص …
إظلام .
اللوحه الأخيرة :-


( إنسان و حبيبة في صحرائهما و لكنهما جالسان في مواجهة بعضهما البعض هذه المرة . )

أ – أتصدقين حبيبه ؟؟
ح – ماذا ؟؟
أ – أتصدقين أننا أمضبنا كل هذا الوقت في البحث عن الشئ الخطأ ..
ح – ما الشئ الخطأ ؟؟
أ – السؤال !!
ح – أي سؤال ؟؟
أ – السؤال الذي يجعل كل شئ خطيئة , و في ذات الوقت يجعل كل خطيئة – حقيقة !!
ح – إنسان .. ما بك يا حبيبي ؟؟ ( تنظر له بدهشه و استغراب .. )
أ – لا يا حبيبة .. أنا فقط أتساءل .. إن كان من الممكن أن تكون كل
الحقائق في لحظة .. خطيئة .. و أن تكون كل الخطايا في اللحظه ذاتها
هي الحقيقة الوحيدة الممكنة ..
ح – كيف ؟؟
أ – لا يا حبيبتي .. ليس " كيف " ؟ هو السؤال المناسب ..
و إنما " هل " ؟؟
أراك تقصدين :- هل يمكن أن يكون ذلك ممكنا ؟!!
ح- هم … بشكل ما .. نعم .. و لكن .. كيف ؟؟!
أ – في كل مرة نسأل سؤالا .. نتصور أننا نسأل سؤالا واحدا فقط و نجيب
عن سؤال واحد فقط .. بينما نحن في حقيقة الأمر نسأل عددا من
الأسئلة …
ح – كفاني هذه الحيرة .. قل لي .. هل تحبني ؟؟
أ – أترين .. أنت الآن تسأليني ثلاثة أسئلة بينما تتصورين أنك تسأليني سؤال واحد فقط ..
ح – كيف ؟؟؟
أ – الأول :-     هل أنت تحب ؟؟
و الثاني :-   هل تحب امرأة ؟؟
و الثالث :-   هل هي أنا .. ؟؟
ح – ( باستغراب شديد و ضيق … )
كل ذلك في سؤالي البسيط هذا ؟؟؟
أ‌- أرأيت ؟؟ .. هل هو السؤال دائما ..
و الرد دائما .. بلا .. أو نعم !!
ح – نعم ؟؟
أ – نعم !! .. في كل مرة .. نخوض الاختبار .. بحثا عن الحقيقة ..
في كل مرة .. نحار في الطريقة .. بين لا .. أو نعم ..
ح – و كيف إذن يا حبيبي الرقيق ..
نستدل في الطريق ؟؟
أ –     نستدل بالصديق ..
بالشموس حين تشعل الحريق ..
بالرفيق حين يهجر الرفيق للطريق ..
نستدل بالنجوم .. نستدل بالبدور ..
نستدل بالفروع .. بالجذور ..
بالغناء نستدل .. بالحبور ..
بالبكاء و العبر ..
نستدل بالسماء .. بالمطر ..
بالنهار .. بالمساء .. كلما عبر ..
فقط .. اذا نفيق ..
ح – فكيف لو نضل .. نستفيق ؟؟؟
أ – نعود بالسؤال لبداية الطريق ..
في البدء كان كل شئ .. تحت ظل جهلنا .. حقيقي ..
و كان حبنا ..
بدايه المسير ..
ح – ألم يكن خطيئة ؟؟
أ – الحب يا حبيبتي ليس الخطيئة ..
الحب في الحياة سرها و شمسها البريئة ..
به تصير ظلمة الغياهب .. نهارات مضيئة ..
الحب يا حبيبتي .. عين الحقيقة ..
و نحن في الطريق من زمن .. نجيب عن تساؤل خطأ ..
كان السؤال هل .. و نحن نحترق في رد كيف ..
كان السؤال هل .. ندور في أفلاك ماذا أو لماذا ..
فلنكف ..
ح – إذن .. فهل أدركت ردا للسؤال ؟؟
أ – آه .. حبيبة ..
هذا السؤال .. ليس تدرك الاجابات له .. هكذا ..
بهذه الطريقة ..
إنه السؤال للنهاية ..
في كل لحظة نجيب .. فتارة بلا .. و تارة .. نعم ..
في مرة نصيب .. و مرة .. يصيبنا الألم ..
غير ان المهم .. ألا نصاب بالملل .. فنصبح العدم ..
ح – اشتعلت حيرتي اكثر فأكثر ..
الآن أجب .. هل تحبني ؟؟
أ – فلتسألي أولا :- ماذا يكون الحب .. في أي زمن ..
أهو عشقنا .. أم أنه شئ أعظم .. أعلي ..
أسمي .. من الرجال و النساء ..
كأن يكون لحظة من دفء في برد الشتاء ..
أو نسمة رقيقة .. تحنو بها في لحظة القيظ سماء ..
أهو في الغناء ؟ أم في التراتيل التي ترق من سماعها القلوب ..
لتمحو في وجودنا هذا العناء ..
أم أنه شفاء ..
حلم الخلود و البقاء ..
طفل يجئ من غياهب القدر .. لكي يضئ في عيوننا الفضاء ..
طفل .. سماوي السنا .. يجئ بعد طول الانتظار ..
ليزكي في رفيق قلوبنا .. رجاء ..
ح – كفاك من هذا الهراء ..
ارهقتني معك .. أجبني من كلام الأرض لا السماء ..
أتحبني ؟؟ أم سوف أبقي في هواك هكذا .. مشردة ؟؟
أجب ..
هل تحبني ….؟؟؟
أ – نعم .. ولا ..
ح – هل تكرهني ؟؟
أ – نعم .. ولا ..
ح – هل تريدني .. ؟؟
أ – نعم .. ولا ..

(في تلك الأثناء .. يختفي صوتهما تدريجيا و يظلم المسرح تدريجيا ليختفيا و تظهر بقعتا ضوء يقف فيهما الحكيم و الهاجس في مواجهة بعضهما البعض و لكن كل في موقعه كما في اللوحة الثالثة .. يبقي صوت تساؤل حبيبة و ردود إنسان :- ( نعم .. ولا .. ) مستمرا في خلفية حوار الحكيم والهاجس .. )

الهاجس :- الآن أنت سعيد .. أليس كذلك ؟؟
الحكيم :- بالطبع .. فقد بدءا يدركان الحقيقة ..
الهاجس :- و ما الحقيقة .. ما تريد أنت أن يكون ؟؟
ما تبث في فؤاديهما من ظنون ؟؟
من خدعة بأن كل منهما له القرار ؟؟
من ظنهم بأن ما جري .. محض اختبار ؟؟
لهم .. منهم .. بهم .. محض اختيار ؟؟
الحكيم :- أذاك ما تظن ؟؟ لأنت مذهل في قلب منطق الحقيقة ..
و لكن ما سأنتظر .. ممن رأي عين الحقيقة .. ثم أنكر الرؤي ..
و ضل في الخيال .. فبدل المقال .. و حين أدرك الخطيئة ..
أثار الغبار .. ليعمي العيون ..
حتي يظل الكل .. في الهم سواء ..
الهاجس :- و لماذا كان علي تحمل كل الوزر ..
الأنك قلت ؟؟
وضعت في أصعب اختبار ..
و لم تدع لي فرصة ..
فلا قرار ولا فرار ..
خطيئتي بألف .. فأي زيف ..
أن يمنح الجهول و العجول
فرصة .. و ألف ..
توبة .. و ألف ..
رحمة .. و ألف ..
الحكيم :- آه .. أنت اذن تغار ؟؟
الهاجس :- أغار ؟؟ ممن ؟؟
ما للغيرة و قضيتنا الآن ..
حين دعوت بدعوة رب العدل إلي الدنيا ..
كيل بمكيالين ..
منح بني الطين الشرف الأسمي ..
دون بني الأنوار …
علمت الفاني .. البائس .. كيف تكون الأفكار ..
و منحت العباد .. الزهاد .. الملتزمي طاعة رب الكون ..
طريق الأسرار ..
الحكيم :- بل زود كليكما .. بما يستطيع ..
و ما حرم أيكما .. أي شئ ..
حين خلقت .. كنت فقط مأمورا بالطاعة ..
فاخترت خطيئتك .. حين لمرة .. حاولت .. أن تختار ..
أما هم .. فالقبس النوراني بداخلهم ..
يهديهم بين دروب الأخطار ..
قد يهوون لمرة .. لكن في مرات ..
يسطع في أنحاء القلب بريق الأنوار ..
فيحارون قليلا .. و يخافون قليلا ..
ثم تذوب الحيرة .. اذ يدنون
أو يجلون مرايا النفس .. فيجلون الأسرار ..
حين يرون الحق بعين الحق ..
و يوارون الزيف .. تراب الأرض .. و يمحون الآثار ..
و لهذا .. أنت تغار ….
أنت تغار .. تغار .. تغار …
من ضعفك في وجه غبي .. و عجول .. و جهول ..
أوتي أن يسمو من فوق الضعف .. ليدرك أسماءا ..
و يسمي أشياءا .. يطوف انحاءا ..
يتعلم .. يخطئ ثم يصيب .. إن يختار ..
أن يختار ..
الهاجس :- كلا .. كلا ..
الحكيم :- مت في غيظك ..
سيظل بنو الطين بذاكرتك ..
ألف مثال .. أنك سرت بدرب النار ..
هم .. يكويهم حر السر ..
سر الحق .. حق الكون ..
أما أنت .. ستظل المهزوم المدحور …
الهاجس :- كلا … كلا …
الحكيم :- ستظل المهزوم المدحور …
الهاجس :- كلا كلا ..
لا لن يحدث .. لن أنهار ….

(يختفي الحكيم تدريجيا بينما الهاجس يجري في كل انحاء المسرح في هستيرية واضحة مرددا عبارته الأخيرة و بينما هو في تلك الحالة يدخل إلي المسرح أزواج من الأولاد و البنات في زي إنسان وحبيبة الأول و يبدأون حركات متتابعة في كل مرة بينما تعلو أصوات إنسان و حبيبة في تساؤلاتهم الأخيرة و هم جميعا في تلك الحالة يضيقون دائرة / دوائر وهمية حول الهاجس الذي يتحول صوته إلي (Echo / Reverb) طويل جدا بينما أصواتهم العادية تعلو صوته و تتداخل معه مع إيقاع ثابت .. مكرر .. بشكل ممل .. في ظل أضواء و ألوان متداخلة بشكل سريع حتي لحظة النهاية المفاجئة التي تصمت فيها كل الأصوات و يظلم المسرح فجأة)

النهاية
القاهرة - 22/7/2005

تعليق:
مسرحية من أربع لوحات
شعر الفصحى
شعر العامية
شعر الأغنية
الشعر الجاهلي
الشعر الإسلامي
الشعر العباسي
الشعر الاندلسي
الشعر النبطي
شعراء الطفولة
المرآة الشاعرة
دمــــوع لبنــان
المونولوج والفكاهة
فن الدويتو
مواهب شعرية
علم العروض
قالوا فى الحب
 
البحث
 
كلمة البحث:
بحث فى الشعراء
بحث فى القصائد