جنة العاشق ناره، وناره جنته. فنار العاشق شوقه، تلهبه، حتى تحتر بها روحه، فتصفو مرآته لتعكس حرها على جوارحه، فيبين منها عليها السقم.
وجنة العاشق، غيبته في جوارحه، عن لهيب روحه، فهو فيها وحده، دون حضور شوقه، في جنةٍ عنه. ولو جن الغياب على روح العاشق، جنةً، تملكت جوارحه زمامه، فصار اسيرها، وتشابه عليه وجوده في وجود الأغيار، فلو لم يرهم أغياراً، لدله ذلك على وجوده في نار الفقد.
ولو نار قلبه بنور روحه، لاتقدت عيونه بنار شوقه وحرارة روحه، ولجلت مرآته محبوبه على البعد، دون حاجة لاستحضار.
فطوبى لمن نارت روحهم فنعموا، وطوبى لمن تركوا جنةً تغيبهم عن وصلهم، فجلواولم يعموا.