أنشودة العائد

* إلى العائدين للوطن في حضن السلم والمصالحة *  

نسيت في نشوة الأفراح أشجاني
وجئت أعزف يا بيضاء ألحاني
وأزرع الأمل الوردي مبتهجا
وأطفئ النار من أعماق وجداني
وأنسج الشعر بعد الصمت أغنية
يشدو بها في حنايا الدفء عرساني
أنا الذي غادر الأحباب محترقا
مشرد الروح..إني المتعب العاني
أبحرت في غسق، خوف الردى، هربا
مستأنسا فرج السلوى بإيماني
لا تسألوني عن الأسباب يعرفها
من أجهض الفرحة الحبلى ببركان
قد زاغ إخوة أمس عن دروب الهدى
وشوهوا موعد اللقيا بإمعان
فصرت كالطفل يشكو الخوف منتحبا
مطاردا بسهام الغدر.. إخواني
وما وجدت بأسري صدر حانية
ولا تجلت نداءات بعرفان
حتى هجرت فراديس الحمى زمنا
وعشت أرنو إلى مرآة أكفاني
هذا هوالقدر المحتوم شاء لنا
وقد نقشت على الآمال عنواني
هيهات أرضى بأنس دون غاليتي
والشوق ينبض دوما ملء أجفاني
مهما سكت عن التغريد من الم
فاليوم عدت وعين الله ترعاني

***
جزائر المجد ضمي الآن أفئدة
أتتك تمسح أوجاع الدم القاني
وعانقي بإفتخار فوج قافلة
تهوى السلام وتحيا للغد الداني
جاءت مبايعة بالصلح خطوتنا
تكاد ترقص من شجو وتحنان
ألست من يحضن الأيتام في شغف
عند الخطوب وفي أعراس جيراني
وتصفحي الذنب بعد الضيم تاركة
جور الزمان، ومن يغتال ريحاني
وأنت ينبوع طهر طاب مشربه
ينساب تيها على أنغام شطآني
وباركي ياعيون الشعب وحدتنا
بها يصان دمي في نور قرآن
ويا خيول الضحى سيري على جسدي
حتى أزف إلى الأوطان فرساني
مسعى الوئام أتى بالبشر فانكسرت
خناجر الفتنة الكبرى على الجاني
بالأمن تجتمع الأرحام ثانية
ويقبر الظلم من حقد وعدوان
بالأمن تأسو جراح الأهل في خلدي
وتنمحي أبدا مأساة أحزاني
ماالصلح إلا حقوق طال موعدها
وطي صفحة أوهام ببرهان

***
لبيك ياموعد الأحرار..أنت غدي
خلدت حبي وفي قلبي شعاران
لك الوفاء...ترانيمي...وقافيتي
إني مدى الدهر أبقى الخادم الباني
سيبزع العدل في أحداق تائهة
ويصدح الطير حرا بين أفنان
ويزهر الوطن المكلوم في فرح
وتنتشي طربا أمي وخلاني
ونمسح الدمعة الخجلى مصالحة
وراية السلم تعلو فوق اوطاني.

شعر :الأخضر رحموني