جلست مفكرا بأمر جرة جديدة تاركها صانعها على شاطئ نهير صغير وكانت مائلة
فاذ تأملتها تخيلت انبساق مائها الى النهر دون انقطاع فما شعرت الا بيدى تخطوها بمائها الخيالى بصفحة كراستى.....
وما راعنى وايقنت وجودى غير صوت إمرؤ قائلا:
ما هذا الجمال الذى صممته بورقة تمنيت ان يكون بجرتى الملقاة لتجف
فقلت أأنت صانعها !! سبحان من وهبك قدرة لتحسن صيغتها
قال :: مارايت جمالا او ماء مرسوم كالذى رسمته أنت ...فما هى الوانك التى اتقنت بها براقة ماء مرسوم؟؟
قلت مبتسما:: حقا لا اعرف انه للخيال الذى صاغه كالتى حلمت بها حقا وسكنت روحى وملكت على خيالاتى وتحكمت بها جميعها فهلا تراءيت الماء.................
انها لصفائها..كصفاء الماس اذ تلمسته اشعة الشمس البيضاء
انها لحديثها ...العذب كصوت خرير سريان نهير ماء
ان لروحها ..الصبا العليل اذ هفا باروحنا بالفضاء
ان لفوؤادها.. لهو الفؤاد اجمل انسان لاروع هدوء سماء
ان خلقها وطباعها ...قد توج حسنها بدين الايمان بالوفاء
......لكن ايا صانع الجرة ألا تعلم ان هاذى الروح التى سكنت لم ترتضى غير ان تكون مجرد خيال
احلام ارويها بدمعة المشتاق
أدمع الصانع قائلا:: لما دنيانا لا تعترف بطهر الاحساس
اسرعته قائلا:: لا تظلمها...انها طاهرة الاحساس بنقاء
انها الصفاء ولكن لم يكتب لنا اللقاء
فقد كُتب على فؤادى ان يكون حبها عليه حرام
قال الصانع:: وهل يوجد حب حرام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فسكتُ وما اجد كلمات بل همسات تمتمها فؤادى لروحى محدثا ولم تستمع لها أى آذان
عدت قائلا ..لا اعلم دمعى على حلم تخيلته طى النسيان
على امل رويته بدمائى حتى ملك الوجدان
عل حب لم اجد مثيل له ليحيا فؤادى((وان لم يحياه فؤاده))
أيا صانع الجرة::لا تمل يوما حلمك وان منعت منها فاحلم ولا تتوقف على صنع الجِرار تروى بها آلام الناس
ولكن أيا راسم المياه الصافية:: لما تحمل همك وترشد غيرك؟؟
مبتسما رددت:: لانه من ذاق حلاوة الحياة الرحيمة بالقلب -وان اتعبته حينا- لا يرى غير ان يرشد غيره اليها
فقعد تتعالى ابتسامات فؤادى اذ رايت روحها تهافتت حتى بمنامى ..فهل حقا افكر بانانية ولا انشر حبا طاهرا بين الانام
فليكتبه الله على خلقه وان يكن غير محرما على طهر الفؤاد
قال الصانع:ما ذلت لا افهم كيف يكون الحب الطاهر الذى تتغزله الان ان يكون عليك حرام؟؟
سألت نفسى نفس السؤال: كيف يكون الحر طاهرا لكنه على القلب حرام؟
رجعت ثانية لهمساتى وتركت صانع الجرة ولم اعرف غير انه محرم علي
