المستخدمين
المستخدم:
كلمة السر:
المنتديات اتصل بنا تسجيل الرئيسية
 
Your Ad Here
شاعر الأسبوع
شاعرة الأسبوع
قصيدة الأسبوع
أخبار وأحداث New
مجموعة شعرية بعنوان ( الموناليزا)
للشاعر محفوظ فرج

الموناليزا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



حسان الدار البيضاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يستنطقني وخزٌ فيه رذاذٌ

من عَبقِ قمصانِك

أين اراك؟

في( ملليلة) تصطاد بلفتةِ عينيك

اللهفةَ من قيعانِ حنيني

في (سبتة) تبحثُ عن شجن مر بحانوتٍ

منذ سحيقٍ من أعوامِ القحطِ

مرّ ولم أتباركْ من عفة

أردانِه

أين اراك حبيبي

وُجهتُك اللامرئية تدعوني أن

أبقى في المغرب

أسبق كلَّ حسان الدار البيضاء

اليك

أستنطقُ رملَ البحر الابيض

كيف أبثّ إليك إشاراتٍ

من ولهي فيك

أمَنّي النفس بأن تتمناني

ياغالٍ يتربصُ بي في الدرسِ

على دورةِ حرف العينِ على اللوحة

في بَسَماتِ الحَوَرِ الطافح

بين الأرقام الفلكية

دُرْ بي

دعني أثملُ في رقراقِ براءةِ

أطفال مراكش

حين أرى الوشمَ بظلِّ الحاجب

دُرْ بي

خلفَ حِصانِك

أمسِكُ في خصرِكَ نقطعُ آلافَ الأميالِ

تحملُنا اللهفاتُ

نتتبعُ كلَّ محطاتِ الادريسي

أقولُ لك أحملْني نحو الكوخ

النوراني

عمّدني في قطراتِ العرق المتفصدِ فوقَ جبينِك

خذني عند جزيرة( تورا )

نبحثُ عن أثرٍ لبقايا دمعِ شموعٍ جامدةٍ أوقدَها

قلبي في القرن الخامس

هناك سأرقيك

أقولُ:

دعني أتلاشى في سرجِك

دورقَ عطرٍ تنثرُه في وجهِ صبايا

وجدة

اتركني أتمثّلُ

كفَّ الفلاحِ الغافي جنبَ شجيرة

صفصافِ كي اقرأ فيها

خارطةَ العشق الأفريقي

ها أنت معي

في دورةِ أزمانٍ بين الالفين

تلاقت أنفاسك في أوردتي فسرى خدرٌ أخّاذٌ في أوصالي

قلتُ احملني بين ذراعيك

إلى مركزِ بوصلةِ الحبِّ المجنونِ( بمكناس)

كي يمتد غنائي

في أصقاع براري المسحوقين

على أرصفةِ المنفى

وإذا سألوك فقل إحدى المعشوقات

أصيبتْ في عارضِ مسٍ أنسيٍّ بعد رحيل

الأبناء

قل: إنّ أحبتها المنكوبين

لا يمكنُهم أن يطأوا

عتباتِ مضاربها

لي حين تنسمت عبير

القداّح

( بشحات)

أن ألقى (عزة) عند ضفافِ البحر الابيض

تمسكُ في كفيّ وتمضي بي بين الآثار الرومانية

تقول أتعرفُ نبعَ أبولو

أقولُ نعم مازال النبضُ العربي وراءَ سواقيه

يبرقعُني برذاذٍ يحفرُ زخرفَه فوق الجدران

نعم مازال السحرُ الفاتنُ في لفتاتِ بنات براعصة( البيضاء )

يطوقني بحنين نحو المغرب




حين تغيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

حين تغيب
تبوح مساماتي لي

لهفتي المجنونة فيك

تغازل بعض بقايا من لمساتك

فوق الرمل

تلتف دوائر حول العنبر

مما ابقى سيل حنانك

أتساءل ماذا فيك

ولا يملكه غيرك

حتى يوغل بي حبك

حد الهوس الدائم

لا أدري

إلا اني اعلم أن بسحنتك العسلية

بعض طقوس آشورية

بعضا

من أحرف معشوق سامرائي

حفرت في خاتم

كاهنة من( تل الصوان)

لا أدري

لكني ألمح فيك خيارا

أتلاشى فيه

الى ان يتلاشى

تحت جذور النخل

أقرأ إيماءك اين حللت

يأتيني وخز

يعصر قلبي

فاعلم انك تشتاق الى دارتي المحفوفة

باسم الرحمن

واعلم ان عراقتك المعجونة في دجلة

تاقت لأحبتها

يا غال يستوطنني

مثل جنوني في تيار

(الجاري)

حين يغازل قوقعة

أو ضفدعة

أو نورسة

تحت الكهف

يمس حواش فرشتها أمي فوق الرمل

وتنحت عنا توقد نيران الشاي

وراء دخان السمك المسقوف

كأنا محتفلين كما يحتفل الصايئة المندائيون

بيوم خليقة

يا غال يغرقني في بسمة عينيه

روحي تفتر على لون سوادهما

تختار مداخل من أشجان

تسبقني انت إليها

يوليني صمتك لغة

تسكرني بحنان أكدي

اتدثر في أحضانه

كنا حين تدور عصافير الحارة

حول التمر المتدلي من نخلتنا

المهووسة في دجلة

ندور على بعضينا

يلتف علينا العبق المبثوث على أنفاسك

حتى نثمل فيه

نشاوى متحدين



الموناليزا السامرائية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



لن تتكرر ابدا



نظرات الموناليزا السامرائية


لن يتكرر


لافي الماضي والحاضر والمستقبل


هذا الحب الغائر في سحنتك الحنطية


تبدين ملاكا آشوريا يهبط من كلك


في أوروك


ويغوي كاهن معبدها


وتخر حواريّ أريدو


تحت عباءتها


تقولين تقدم يا محفوظ


ألست قضيت العمر تناديني


ان ادخل دارتك المحفوفة


بصفاء روافد دجلة


أولست المتمتنى عندك


انك حين تقول عراق


تغنيك الموصل زاخو والبصرة حتى الفاو


هذا انا بنت ديالى قلبي أنقى من جريان زلال خريسان


اعلى من قمة ايفرست


رددت على عينيك اسم الله


وباركني الرحمن


ومهما أخذ المد


مراكب ابن الشرقاط


وغازلها البحر الابيض هربا من نير


الغارق في ماء التايمز


حتى قحفة رأسه


ستعود محملة بعتابا


وسترقص نورسة الغراف


على وقع خطى بنت قنا حين تدوس


على القصب البردي


وترى برق بياض الخدين


ستداعب في جنحيها آخر موج


يتفاني في تربة ساحله


وتردد صوتا


تجري منه العين دما


بحنين يتزلزل تل الصوان على من غابوا


يبوح لغزة مايلقى


وتواسيه
تمشي فيميل النارنج على وقع خطاها


يهنز السعف البصري


تأوي كل عصافير الكسرة


خلف غصون اليوكالبتوز


لكي تتمعن في الشعر السارح


خلف الكتفين


وفي القد الممشوق


وفي البسمات حين تشيعها


بين العينين


تهبط من أعماق بخور التاريخ تستحضر أرواح


صبايا المنصور


تتأرجح مابين الشطين


رصافة والكرخ


يعقد جسر الشهداء المهر


قيلتقيان عناقا أزليا


باركه الله


وأطربت العصفور الرائح والغادي القبلات


نعم في طوق الطاعون


أن تجري عربات قطاره


فوق الاجساد


لكن لن يقدر ان يمحو ( معروف الكرخي)


أو( الخلاني)


وصبايا آشور اذا مرّ


بهن


يصرعه الحسن الطافح


في اللفتات


يولي خلف بساتين ديالى




أسمعها

ــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ




أسمعها

يوقظني رجع النغم

الآتي بعبير روحاني من شفتيها

(ماغبت ولا غابت

دورة هالات التحديق حيالك

اولم يتلق فؤادك بعض اشارات

يقرأ فيها لهفتي المجنونة)

بلى كنت لمحت المرمر فوق الجرف

على الكهف العالي

يصرخ: آهٍ يا دجلة منذ زمان ماصفق موجك

فوق مساماتي

لم تتراقص أطيار( النعّاج)

على ساحتي الملساء

ولا داعب منقارٌ لألاءَ شقوقي

أتعللُ في أصداء لنشيج

ونقيق ضفادع

أطيط ينشر فوق سمائي

وخز حنين أكدي

يتوغل خلف نهاياتي


كنت أنادي غادة

يرتجف النارنج المتدلي

خلف الشرفة

ينتحر القداح على مجرى الساقية

الظمآنة

أسمعها

بين ممرات البردي

تذود عن البط العائد ثعالب

قادمة من مجهول

تفلت روحي مني

حول الحور الفاحم توغل في طيات

عبير الشال


تتبارك في رائحة الطين الميساني

المتناثر من نقل خطاها

قلت أعيدي لي أول زحف للخط المطري

العابر للمدن المأهولة بالنخل البصري

خذيني حرفا خط على جدران معابد أوروك

نستوحي منه خبايا وله الجذر الخالد

في شط الغراف

وكيف يفضل نورس دجلة موتا

يتأرجح فية على رقص الموج



أعلم انك حدثت كثيرا من عشاقك

سمعت الغزل المنثور على قامتك الممشوقة

اطربك غناء الشعراء الموزون

بحور العينين

فاصبحت كهؤلاء

نسيا منسيا في الذاكرة المعطوبة

اعلم ان السلوان وراء غياب

يستدرجنا نحو مداخل يهرب منها الضوء

لايبقى منك سوى دورة دم في شريان القلب

يدفعني ان اذكر كل تقاسيم محياك

بعد ملايين السنوات الضوئية

أعلم أن جميع أحبائي

حين أكون .

قشة سيل ضربته مياه ديالى

في طيات الثوب

أتلاشى فوق المرمر

ينأون بعيدا عني

يستجمع كل حبيب احرفي الولهى

ويباغت فيها اشرعة تمخر فوق عباب الدانوب


وانا يوميا اذهب ابعد



بيت الالواح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




منذ زمان أبحث عن( بيت الالواح )

لعلي ألقى بعض اشارات

توصلني للسر الكامن خلف

سواد العينين

وخلف سواد لماك

قالوا في ( كيش ) هناك امرأة

تتضوع بالقداح النارنجيّ عراقتها

ترقد في بيت طيني

وتصلي للرحمن الى آناء الفجر

إسألها

قد تعطيك حروفا أو أسماء

تتعلم منها

كيف يموت العاشق

يصبح ذرا يتسلل بين جدائل

فاتنة آشورية

إسألها

علك تحت دويلات المدن المطمورة

تلقى خاتمها المحفور عليه اسم الله

علك تستوحي من أقواس

المعبد

كم قربانا يطلق دجلة من أسر ملوك طوائفها

كم وِردا ستردد

حتى تغدق غادتك السمراء

بفيض حنان صبايا البصرة

الجند المنتدبون على مدخل

باب المعبد نحوني

قالوا:

أسرج مهرتك المجنونة وارحل

عنا

أتوافق أن تتعمد في نار المرتزقة؟

أوترضى ان تلتاث المهرة بين دماء الدخلاء؟

قلت دعوني أنا والمهرة

نتفانى فوق ثرانا

لن يقوى الدخلاء المرتزقة

الايغال بأعماق الشجن الضارب

حتى العظم

لن يقوى الدولار الراقص

في مائدة الاشرار

بأن يغوينا

عمدنا الماء النوراني

وغارت أبر السعف البصري

بقلبينا

أطلقنا صيحة حب سرياني

في سهل الموصل

فعانق صبية زمار بنات الشنافية

قلت لدنيا هذا مرتعنا

في منحنيات الزاب

مازالت تلك البقعة مرتع طير الدراج

ويلتف الحجل المتعب حول شواطيها

قبل مجئ سلالات القرن الواحد والعشرين

حتى السمك العائم اسرابا في الماء

يغازل بين طحالب مرفأك

العشب

يدغدغ برق حصاك

أحيانا المح بين النخل، وأشجار التوت الاحمر

برقا يأتي من ( أوبسالا)

يغدق وابل عشق مجنون

فوق شراييني

يستوطنني شجن أزلي

يذهب أبعد من أول رفة جنح

لنوارس دجلة

أعمق من جرح غار وراء حدائق بابل

أقول حبيبة روحي

خذيني حجرا مركونا في( سبتة) أو ( سوسة )

طوفي بي عند ضفاف البحر الابيض

مري في رفح

وليحفر صاغتها

خارطة تتبع

مسرى قافلة ضيعها بنّاء

في غفلة حراس القصر بغرناطة

الصاغة في رفح أدرى بتفاصيل طلاسمها

فيها تحديد لمسارات طيور الهجرة

من طنجة حتى عدن




الملكة والمجنون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أزور محاريبها

يتوسط كفي أريج دعاء

توحدت فيه مع الملكوت

أيا فالق الحب خذني إليها

تبارك صفو نزوعي إليها

أقول انظري نحو أحرفي الضائعات

على شبكات العناكب

هل تلمحي غير سطوة شوقي إليك

أقولك ( دنيا ) الحبيبة

أقولك (غادة ) لي مدن تغرب الأغنيات بقيثارها تتلاشى

وأنت الفناء الذي يتعاطى الموحد فيه تعاليم

عشاقه

والبخور الذي يتوقد حين التفاتة قلبي نحوك

أقول انظري للضفاف التي قد درجنا عليها

وكيف اتحدت على وقع خطوك في الرمل

حين تخلف منخفضا يقف الماء فيه

فانبت نرجسة تتعلق فوق الرفيف على صدرك الغض

وحين أفتش عنك وراء الحصى المتناثر من ضحكاتك

يباغتني

حجر كان حدث (بهنام )استاذه( باقر )

عن مضامينه

قال : العراقي في حبه يتفانى

قضت أمنا ( أوروك )

بعد أن حرث الله في قلبها

أنهرا من حنان


العراقي حين تمازجه رقة الشام

ينساب جرعة ماء بكفي( صبية غزة)

ولو دهمته السنين وأصبح كهلا

يعود إليه الصبا في تردد أغنية موصلية

حبيبة روحي

أنا عارف كنه وجهتك الأبدية

ولكنني وقت غادرت

علقت قلبي على غصن زيتونة

لأحدد منها مساراتك الأكدية

أتذكر انك كنت التقيت معي

في البحيرة

كان زورقنا قطعة من صفيح

تلاقت زواياه في وتد خشبي

جلسنا قبالة بعض

بنا الموج تضرب أوداجه

قلت مادمت لم ألق مرسى لعينيك

غادة

اتركيه يسير بنا هو سوف

يراودنا في ضفاف أمينة

سيلقي بنا عند كوخ على الشط

نسعى له

آخر الغاب ننزع أعباءنا للطيور

التي حولنا

كي تحلق فيها

وراء الخليج

أقول لمجنونة قيسها يتماثل فيه الشفاء

عمدي ضيفك المتهالك

في نظرات حنان

مضمخة بندى عطر أنفاسك السومرية

المساء سينشر في الغاب اردانه

يدثرنا في مجاهيله

تحت برحية

لون إثمارها

كسواد لماك

طعمها كحلاوة قبلتك العسلية

أقول حبيبة روحي

عن كلينا تنحى المكان وولى الزمان

وضعنا بديمومة أزلية

تلاقت نهايات أشجاننا

ببداية خلق الطبيعة في الحب

منذ غواية نيزك وجد بتربتك الملكية

تقولين أوقد بخور الحنين

على هيكل

نتبادل فيه طقوس الفرات

على رمل دجلة

خذني لمنتجعات أريدو

ليكتب اسمي ( وردة ) في فهرس العاشقين

خذني إلى النار أكوى بميسم عشقك

لئلا تناوشني في سلاسل حمرين بعض القبائل

يوهمها جسدي البض

أني من بلدة أجنبية


غادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


خذ يا شعر بمركبك

الحالم كل سلال الورد

وطوق( غادة) فيها

واحملنا نحو الشطآن

الجذلى بالنغمات الآشورية

خذني أقرأ في عينيها

تاريخ العشاق المهووسين وكيف

يغيب العاشق في المعشوق

ففي الكحل الغالي لمسات من

أول سطر خطته يدي

فوق ثراها الرباني

هذي أرضي لا تنسى الأنفاس

المحمومة في فيض حنان

لا تنسى كفين رقيقين

ربتا فوق الأعباء

ولمّا أوراق نثاري من غور الأردن

على ساحل نهر الليطاني

تحت الأنقاض

بأرصفة الكرخ

في كل فناء كانت غادة

تروي للأطفال المحروقين بنار الحقد

أحاديث محبة

بسخاء الدمع تضمد جرحي العابر

من كل محيطات الدنيا

تسبقني في الجري

فأعدو خلف سطور النارنج

الغاطس موج ندى قداحه

بين جدائلها والخصر الأهيف

أقول حنانك يا مجنونة

منذ زمان وأنا أبحث عن سيل يجرفني من سنجار

إلى ساحة سعد

من سبتة حتى وديان قنا

ألقى( دنيا )

وهي تمشط شعر ضفاف النيل

في أهداب فرعونة

أقول لغادة تلك حبيبة روحي

ما فارقت الشط

مذ وجدتني مجموع حروف تلمع

بين السيل تهاوى نحوي

أجنحة النورس

تسألني عنك

أقول المجنونة ألقتني بين سلاسل حمرين

قالت لي سأعود

أنا منتظرا طلتها في وجه أكدي لم اتبين شيئا

من سمرته المعجونة في روحي

يفرق عن ملمح وجهي

إلا الكحل النائم فوق سواحل خديها

أثقل من حزني

الآن وقد أرخى الموج جدائله

عانق أرجل رف طيور الدراج

الراحل في دورتي الدموية

تلتف شباكك حولي

من إيماءة طرف أو بسمة عينين

تغيب بقيعان حروفي

أقول حبيبة روحي غادة

تلك مرابعنا وثغاء شياه مراعي

مخمور تسمعها بنت الشطرة

لفّي الشال على خصرك

ولنمض إلى مدخل تل الصوان

نقول لكاهنة المعبد

إنا قبل جفاف الماء

قبل الدلتا

ضعنا بين بساتين الخالص

والوديان السامرائية

اتحد القلب مع القلب بجذع نارنجي

وظل الحب بجذرينا

يتناسل

حتى امتد ذراع الثرثار

وألقى غريننا

لوح جسدينا شوق ناري

يسري نسغ الحب به أبديا

يا كاهنة المعبد آوينا ليلة عشق

أتملى في فتنتها

تتملى في عينيّ

سنسقط حال تلاقي عينينا في غيبوبة

لا يوقظنا إلا اسم الله

المحفوفة فيه مضاربنا

يا كاهنة المعبد

دعينا نأخذ ورد الطهر نبارك فيه

المركب حين يحدد وجهته

نحو الأصقاع العذرية

نركنه تحت ظلال البرحي وندلف

في أعماق الغابة

أتنشق من أنفاسك إكسير خلودي

أقول حنانك يا مجنونة

لمي أشتاتي

في كفيك الناعمتين خذيني أتشكل

مما يتعتق من فيض خيالك

وكما يهوى هاجس عشقي

حين يباغته مرمر رمان الكتفين

لن أنسى حين وجدتك في مكتبة الكلية

توهمتُ

نوارة هذي أم غادة؟

كان الخشب الزان يلامس

وهج الحرف الطافح من شفتيك

توهمتُ اللون الخمري

الساحر والشعر المسدول

يراقص أوردتي

معجون في ماء فرات أم دجلة

كنت تغضين الطرف

ينام على ورد الخدين

ينام على صحوة أوجاع اليوم الدامي

في بغداد

رافقنا الدمعُ

منذ (نرام سين )

منذ أبيحت مخطوطات البردي العبرية

في دار الكتب

أعلم أن الحزن يطوق أبعاد الرؤيا

في نظراتك

أعلم أن الحسن المخبوء وراء الظاهر من فتنتك الملكية

انفردت روحك فيه


أعلم انك قافيتي المنزوعة من أقصى

الشريان

أعلم حين تغيبين

تظل حمامات الكرخ الفضية

تدور على قبة نصب الجندي المجهول

غادة غادة

يا حبي المفروش بهدب العينين

على طول مرافئ نهر الزاب

يا شجني الغجري الغاطس

في قاع الغراف

بوصلتي أنت

تبعثرني الأدغال

يسلمني شجر الغَرَب

الرابض خلف كهوف الدلتا

للماء الجاري

فألوذ بدارة نخلك

تحملني عربات المارنز

تلقيني بين نفايات اليورانيوم

أسمع وقع خطاك

تدوس على اوصالي موسيقى

تبعثني

لحنا أمّوريا يتسلل حتى اخر عرق

ينبض في تربة حناء الفاو



كيف اهادن قلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ



كيف أهادن قلبي

وجنوني فيك يفوق هيام الموج

برمل الثرثار

يجري في دورتي الدموية

مذ لفتني الريح الشرقية

في حمرين صبيا خلف

شياهي

منذ تفيأنا ظل السدرة

وبرقع وجهي عبق من أنفاسك

شربنا كأسا واحدة

من عينيك وعينيّ

التقيا فتماهينا

مجنونين

تبوح مصبات الزاب هوانا

ومقاهي الكحلاء تغالي في نجوانا

تحت كهوف في اور

تراقصت الطير

على أحرف أغنية كتبتها كاهنة

المعبد

( ليكن حبنا جنون

طاهرا عالما حنون)
ضيعتنا





ضيعتنا
ــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ





يا ما سألتني المجنونةُ

عن( ضيعتِنا)

وضياع ليس له حدُّ

قلتُ : انتظري دورةَ فصل الصيف على أوراق

التوتِ الاحمر في باحتِنا

انتظري أقدام بنات الاعداديةِ

في وجهِ رصيفِ ( الشوّاف)

كيف تباغتُ دجلة

في ضوع حنان

سامرّائي

انتظري الغربة

حين نمرُّ على أكشاك الباعة

في منحدر الموقف

تلك المدرسة الأولى في باب السور

أين تلاشت !!!!!!!!!!

يا ألله

هنا كان الوهجُ الطافحُ

أسرابا لبُنيّاتٍ

يلثغنَ وراء سياج المبنى

(عاش العلاق

عاشت امتنا العلبية)

أين تلاشت

كنتُ هنا

في صف اعداديٍّ

أرقبُ من شرفته تحتَ الشجرِ اليوكالبتوز

صغيراتِ الحيّ يميني في الصف الأول

يلعبْنَ


فترقصُ

في طياتِ جدائلهنَّ الأشرطةُ البيضاء

تومئ( ست لطفية) بعصاها

دق الجرس

هيا للدرس

هيا

يدْلفنَ كما تأوي الطيرُ

إلى الأوكار

يتطاولُ نخلُ القاطولِ على صوت تلفظهنَّ

حروفَ القرآن

البسمةُ تطفح فوق براءة ايماءاتِ أياديهنَّ

إلى البيتِ

سكنَ الدمعُ هنا

تجلبُ لي الريحُ هنا وقعَ لقاء فتاة( قنا)

سالَ الدمعُ بحيث يُوارى الغالونَ

وراء السور

نجلسُ ننحبُ تنحبُ

أنا ورفيقة عمري اللفظةُ

حتى لفظتها دباباتُ المارينز

يا لَضياعي لو أنَّ لنا

كرّةُ يومٍ وتعودُ لنا ساعات

ألمحُ فيها بعباءتها

ذاتَ الوجه النوراني

تُقلّب قلبي في نارينِ

وأُصْلى في بسمتِها

الله الله

ماذا قلتَ لإحساسِك يا (فَلاّح)

وأنت تفارقُ( باب السور)

ماذا خطط فيه خيالك يا (طه مراد)

كيفَ وجدتَ البدوَ الرُحّل

في نشوتهم

يبتاعون السكر

والشاي

أولئك غارَ الشوقُ الاقدمُ

في قاع مشاعرهم

وأتوا للدار

هنا عند الناصية السفلى من( خِرِّ كزيكز)

كان أبوتمام

يختارُ قصائدَهُ من ألوان ثياب

صبِيّاتِ الحيِّ

ومجرى دجلة

الزورقُ حين يرجِّعُ في المجذاف

رذاذَ الماء على وجهِ ابن المعتز

تَدَفَّقُ أضواءُ التشبيهِ

كما الأنجم عند الساحل

في ليل عباسي

و كما ينتظمُ اللؤلؤ تحت

شِفاهِ فتاة القاطول

انتظري

أسْمَيتُكِ بنتَ الصبر

بنت الكرخ المجبولة

من لون الغِرْين والضوءِ المتلألئ

في صفحة ساقية الكْرمِ الممتدة من أغوار بساتين

(الخالص) حتى أخر عنقود يتدلى في (العرموشية)

أسميتك جرحي المخبوء لئلا ينغرهُ

العُسسُ الأغرابُ

لاطاقة لي أن اتقاسمَ

أجزائي

أنتِ المجموع وكُلي

إن كنتُ تركتُ أيادي الصيادينَ (بغماس )

(تُكهربُ) حوضَ دمي

فلأنّي أشتاقُ لطلعتِكِ المجنونة

حين توَرَّدَ خديكِ على ضربات يديك عجينَ الخبز

بجدران التنور

طعمك طعم (هلي)

في رائحة الأنفاس

في نقل خطاكِ و أنت تذودينَ شياهَك

عن غلة جيرانك

في بسمة عينيك النجلاوين

حين تناغي طفلتها

أقولُ بمقدمك البشرى

أهلا أهلا بحنيني ومآلي

سأفرشُ دربَك ريحاناً

من باب السور

إلى الكهف العالي

هذا( وادي منيط) تكلل بالورد على عودتك الميمونة

تلك الشُّعبُ المرجانية تسبح

في ملكوت الله

وهنا تنمو رائحة (الشُمّام)

تَشبَّثُ بالعرق المتفصدِ من جيبك

كي تثملَ في العَبَق

الدائر حول خطاكِ الملكية

هنا دار ابراهيمُ الصوليُّ

على أبيات غنتها (ساهر)

كالمجنون .


أهداب الشام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ




وبعيداً عن َلغَط المأجورين  

بحرفٍ قدّّسه الله

سيدورُ الحرفُ على حَوَرٍ في عينيك

يعادل صدق الخجل الوردي

تنتظم الموسيقى بفضاء

يفضي نحو العشق المرقوم (جنيداًً بغداديا)

العشاق كثيرون

ولكني سأعود إليك كما شاء الله

وحيدا وبعيدا عن كل الألوان البرّّاقة

سأعود اليك

كما شاء الله بجبتي الخرقاء

وقلبي الأبيض

زورقنا الغارق في الماء النوراني على ضفة

الزاب

يقول أحبك

يهتز الزيتون على أهداب الشام


يدعوك حبيبة روحي

تلك الأرض أقمنا فيها منذ الألف السابع قبل

الميلاد

كنت تذودين على أطراف الوادي القدسي

عن السنبل جرذانا وجرادا

وتبيحين لكل عصافير الضفة الغربية

أن تلقط من قلبك حبا

وحين يضيق مقامك

كنت تناديني :

خذني بضع شهور منحدرين من الخابور

إلى وديان ديالى

لازال توالي رجع شخير الزوق بين ممرات

الكرخ

يميد بذاكرتي

نحو الأرصفة المسكونة بالألفة

أعلم أن طوابير المارينز هناك

وأني أقتل مرات برصاص المحتل

ولكن الأرض المحروثة بالأيمان

الأرض المزروعة في أرواح

تملك أن تلقينا

في أحضان الماء كصابئة مندائيين

نُغشّي وجهينا في أغصان الآس

نترك قبلا تحت ظلال النارنج

نهرب من حارات

المملوكين الجورجيين

نهرب من لكنتهم بسراي الوالي

وجهتنا أنقى من عين المهر

نحو بوادي القيسيين

بعيدا عن طاعون جلبته سموم

أمريكية

تلك ضفاف عندي أغلى من أي (بلاج ) في العالم

ظل النخل الفارع لاتقرض شمس حزيران دبابيسه

الكوخ الغافي خلف ثياب النارنج

وأنت به أحلى من (جزر الكاريبي)

هاهي ذي أرض سواد

لا موت وراء ثراها

مابين النهرين تلك

حياة لايدركها إلا من درجت أول ما درجت

قدماه

فوق حصاها.



بيت الجورية

ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــ



من قال بأنّي سوف أبوحُ لغير المجنونةِ بالحبّ

مجنونٌ

من قال سيمحو المُتَخيل في السرد

بما فعل الطاعونُ المرعب في الطبع الشوكي

مجنونٌ

من قال بأني سوف ألوذُ إلى سارق فرحة طفلٍ

في البصرة أو في الموصل

مجنونٌ

من قال بأنَّ الكركيَّ القادم من أوديةٍ

فينيقية

لا يأبهُ في مجرى الزاب

ولا يحيي الليلَ على سفح الثرثار

مجنونٌ

من قال بأن الأم الأكديّة

تنسى ما حلَّ بأصقاع (الفيجان) وقد حرثتها

مجنونٌ

الماءُ أنا يا أماه

النارُ أنا يا أماه

التربةُ من فيض محبتك الأولى

باركها الله

فأغدق فيه حنانك

كنا نسمع ناقوس الغربة

عن بعد حين يُسَفُّ المركبُ في (نهر الوند ) بتيار

طيني تومئ حمرته لفراق

كانت تلك المجنونة

توقد تحت الغرَبِ الجاثم عند السفح

نيران العشق الأزلي

فيرتدّ الشاطئ

يحتضن المحار

كان اللون الغسقي الحالم في عينيها

يعبر بي بوابات مداخل آشور

ألقى تحت ظلال رصيف الآس

جنود القصر يحيطون الساحة

يوقفني حارس معبد بيت الجورية

غادة

أقول له قل لوصيفتها

( أني قطعة حجر لملمها نهر القاطول

كانت كفك في (كرد المعمار)

تداعب طين السيراميك

تُشكلهُ في هيئةِ وجه )

أبصرني جرف نخرته محبة احدى ( الملاّيات)

ظلت تنظر في وجه الماء

وظل يقبل با طن قدميها

يرقى

أحيانا يذهله لألأء الساقين

يصيرُ حزاماً حتى دواران الخصر

فيخذله الجَزْرُ يعود الى أحضان

شريعته يرسم أشكال الدوران

مهووسا كالعشاق المهوسين بكل جمال

يهيم يجذر التوتِ

وإذا وَلَّههُ الزيتون تفانى

بين شعيراته

وحين يغازله النارنج يغيب

عن الوعي ويرخي رقراق

نميره

أتذكر أني كنت رأيتك في ( شحات )

على كتف الجبل الآخضر

تحت صنوبرة جمعتنا منفردين

عن العالم

جلسنا نتساءل كيف أعاد الرومان

قلاع اليونانين وقد دمرها الزلزال

تلك شقوق رتقها فنان بنقوش كنسية

قلتِ ولكنْ كل بهارج هذا المرمر

ليست أجمل من هذا الطين الاحمر في أفريقيا

ليست أجمل من جسدي الاسمر

حين تعانقني

في عينيك ملامح درنة والبيضا

وسواحل سوسة

و الدنيا في كل مفاتنها بين يدينا.





من يوقظني
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــ




من يوقظ في قاع  

محيط سواقي الروح

الألفة

أو يتركها في ميسان تداعب

ما اصفر من التمر البسر

وتمسح عن كاهلة  

ما خلفه اليورانيوم

وراء جفون الحسناوات  

الندبُ السوادء

تباغت أشجار الليمون

تمتد إلى كف تكتب في المدرسة (الدار) على اللوحة

أيتها النار

أتناسل في حبي حتى آخر ومض بعيون

حتى أخر شتلة حناء في الفاو

حتى أعمق طبقة للعصر الحجري

بذي قار

الدخلاء

سيرحل من جاء بهم

ويولون الأدبار

نبفى كالصدف الرقراق بضوء الشمس

يغازل دجلة

تمسك كفي في كفك

نتبع آثار الخط المطري

وكوخ بظلال السدر بحمرين

يكفينا

كنا قبل المد التتري

نخط الحرف فيسري الصوت

كسرب عصافير

وراء الشمس يدور

بأسماع الليل الشامي

تدنو( غادة) مني في ظلمة هذا الدرب

ملفعة بسواد برقع (غزة)

تهمس في أذني

بضع حروف تجمعها

حرف من أحرف قدس الأقداس

وآخر من مكة

والثالث ظلّ يعوم على شفتيها

قالت في( وجدة) يدفعني الحب

إلى الأقواس( السامرائية)

أقول لها

ماجدوى أن تتوسل أوراق الزيتون

بساقية كان الماء بها يجري

تدنو مني فيباغتني الزعتر في طيات الشال

فيثمل حتى الرمل على وقع خطاها

أقول لها تلك المدن عند تخوم مداخلها

كم أوقفنا الدخلاء لأنا اثنان

فعدنا منكسرين

تعانقنا

حتى أصبحتُ فتى أسطوريا

من (سومر)

نصفٌ بشرٌ والنصفُ الثاني آلهةٌ

قال الكاهن حين وقفت على الدكة:

من أعطاك مفاتيح الباب الحجري

قلت تعمدت بانفاس

اليسمين النافح باسم الرحمن

قرأت عليه أحب العدل أحب الحق

انداح على مصراعيه

نصفان التقيا

منذ عصور الصيد الحجرية يبحث

نصفي عن

نصفي الآخر

التقيا روحين

اتحدا في الأنفاس

كطير لامس في جنحيه

أديم الماء بمنعرجات الزاب .



لي أن أتراجع
ــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــ


لي أن أتراجع عن حبي

للأزهار إذا لم

تنشرْ من أنفاسِ الميسم

أحرفَ شوقٍ تتشبثُ في أردانِ

(الحلوة) بنتِ الأهوار

لي أن أتخاصمَ والطينَ القادمَ من أحشاءِ الزاب

إذا لم يتمرّغْ في أقدام صبايا( تكريت)

لي أنْ أرحلَ عن أرضٍ لا تؤي إلا الطبّالين

ولكنَّ خطاكِ عليها

توقفُ خطوي

تدفعُني أنْ أتشبثَ في اللونِ الداكن يعلو قمصانَ

بنات (الشامية)

لي أن أرحلَ نحوَ

حنان (مها )

وأقولُ لعيني ّ :

أتَرَيْنَ الفتنةََ في إيما ءتِها

أترَينَ جمالَ تهاديها

في قامتِها الممشوقةِ

بَينَ دمي والرملِ

لي أن

أنفذَ في جلدي من نيرِ الأعداء

ألقيَ نفسي في مركبِها

أقولُ حنانكِ

لا أطمعُ الا أنْ أبقى مرهوناً

في طياتِ العَبَق الرابض

في أنفاسك

ولنا أن نتهادى مبهورين

وراء الجدران العباسية

في قصر( الحير)

أتيه بقارورة خمر تخلطها انفاسك

في شهد رضابك

لا يعلم الا الله بروحين اتحدا

حتى صارا واحدة

فممر الوادي الذاهب نحو الحاوي

سهل هو يدفعنا

أن تخفينا سيقان الذرة الصفراء

أقول انتظري أسئلة

تخرج من بين شقوق الطين (الحري)

قبيل تماهينا في المجرى

أسئلة من ضفدعة تتشبث بالماء الغائر في العمق

أسئلة من قوقعة

ترغب أن يلفظها المد الى أصقاع

أكدية

لي أن أسبق حَجَلا

يتلفت نحو فراخه

بحنان من جور الصيادين

أقول التفتي نحوي

عيناك ملاذي

شعر الفصحى
شعر العامية
شعر الأغنية
الشعر الجاهلي
الشعر الإسلامي
الشعر العباسي
الشعر الاندلسي
الشعر النبطي
شعراء الطفولة
المرآة الشاعرة
دمــــوع لبنــان
المونولوج والفكاهة
فن الدويتو
مواهب شعرية
علم العروض
قالوا فى الحب
 
البحث
 
كلمة البحث:
بحث فى الشعراء
بحث فى القصائد