المستخدمين
المستخدم:
كلمة السر:
المنتديات اتصل بنا تسجيل الرئيسية
 
Your Ad Here
شاعر الأسبوع
شاعرة الأسبوع
قصيدة الأسبوع
أخبار وأحداث New
المقامة الزهرية في مدح المكارم البكرية
من ديوان ديوان محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المكلاتي الفاسي، المتوفى سنة 1041 هـ للشاعر بديعي

حدثنا بشر بن سرور, عن سهل بن ميسور, عن الضحاك بسنده عن بسام, قال: تراءت لي من الأماني الوجوه الوسام, وأنا من نشاط الشبيبة وافر الحظوظ والأقسام, لم يفتني من قواعد اللهو إلا الحج, فأقمت من قول القائل وظائف العج والثج:

أحجج إلى الروض لتحظى به   وارم جمار الهم مستنفرا
من لم يطف بالروض في زهره   من قبل أن يحلق قد قصرا

فلبيت داعيه, وأصغيت إليه بإذن واعيه, وأزمعت المجاز, إلى المشاعر التي ليس بينها وبين اللذات حجاز, وأعملت يعملات العزم, وأدخلت على معتل التواني عوامل الجزم, فتخيرت من السمر أطيب أوقاته, وأحرمت مع حجيج الأنس من ميقاته , وسرت والنسيم معتل, وخد الثرى بمدامع الأنداء مبتل, فاتيت روضا قد تولاه الولي, ووسمه الوسمي وأظلته رايات الصباح, وباكرت الصبا تقبيل نوره من قبل أن ترشف شمس الضحى ريق الغوادي من ثغور الأقاح, فاقمت منه:

حيث الغدير وقد أجادت نقشه   كف النسيم ومرها في جوشن
وغصون أدواح الرياض تهزها   نغم القماري بالغناء المحسن
ما بين ثغر للأقاح مفلج   وجبين نهر بالنسيم مغضن
ووجوه هاتيك الرياض سوافر   غيد تزان في المياه بأعين
والأرض تجلى في رياض أخضر   والجو يبرز في قناع أدكن

وما زلنا بين تلك المنازل نرمي جمار الفوايد, ونرد من ذلك احلى المصادر وأعذب الموارد, إلى أن ارتقت الشمس درجة العلى, واستوت لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلا, فترامينا على تلك الظلال, مستحسنين قول من قال:

وقانا لفحة الرمضاء واد   وقاه مضاعف الغيث العميم
يصد الشمس أنى قابلتنا   فيحجبها ويأذن للنسيم
وأسقانا على ظمأ زلالا ألذ من المدامة للنديم
تروع حصاه حالية الغواني   فتلمس جانب العقد النظيم

فإنا لكذلك إذ برق الجو فسل علينا نصوله المذهبة, وارتفعت للغمام فاطيط مطنبة, وجعل السحاب يسوق المواكب, وأخد الرباب يرتب الكتايب, فتصبب عرقا, ونادم الروض فغنى وسقى, فما أغمد سيف ذلك البرق, ولا انقشع ذلك الودق, الا والمساء قد طفل, والروض في ثوب الأصيل قد رفل:

ورب عشية فيها طفقنا   نرود الظل والماء القراحا
وقد ضرب الضريب بها قبابا   على البطحاء أبهجت البطاحا
وكان جنابها المخضر آسا   فأصبح وهو مبيض أقاحا
كأن الخضر جريها يمينا   ومد عليها جبريل جناحا

فبتنا جيران دولاب يهدل, وأغصان تنثني وتعتدل, وستر الظلام ينسدل, فانجلى الأفق عن روضة غارت منها الرياض, ينساب من مجرتها ما يفعم الحياض, وأنستنا ما طوى النهار عنا من المحاسن, ووردنا من بقية أنسنا ماءها غير كدر ولا آسن:

تحسب النجم في دجى الليل زهرا   في رباها وتحسب الزهر نجما

فمتعنا الطرف في الروضتين, وحصلنا من الأنس على جنا الجنتين, حتى إذا عبث الابتسام بالوجوه, وفاض نهر المجرة على حصباء النجوم, وكاد جرف الليل ينهار, سمعنا من بين جلبة الطير والأزهار:

هات المدام إذا رأيت شبيهها   في الأفق يا فردا بغير شبيه
فالصبح قد ذبح الظلام بنصله   فغدت حمائمه تخاصم فيه

قال الراوي فأوجست خيفة في نفسي, واعتضت الخيفة بدل أنسي, وقمت مذعورا لفرط الدهش, والجو بين الضياء والغبش, يقلب الله الليل والنهار, إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار, فتراءت لي وجوه الرياض تثعب دما, كأنما اكتست الآفاق من حمرته عندما, فتوهمته من بقايا الشفق أسفر عنها ضوء الفلق, فإذا هو ينادي بلسان طليق: أنا أخو الرياض الشقيق, كم كسوته جمالا, وكسبته من ورق ورقي مالا, من وجهي تعرف نضرة النعيم ومزاج كأسي من تنسيم, فدع قول عياض, ووصفه إياي بين الرياض, وخل من الألوان المخضر, واسمع ما قيل الحسن أحمر فالأزاهير عساكر وأنا لها أعلام, فحسبي ما قال علماء الشعر الأعلام:

وكأن محمر الشقيق   إذا تصوب أو تصعد
أعلام ياقوت نشر   ن على رماح من زبرجد

فصاح به النمام, أقصر فلي بحضرتكما إلمام, متى جملت الرياض, ومتى أغنيت الحياض, وأنى لوجهك النضرة, وقد أبدى صفحة, ليس لها عرف ولا نفحة, أما ذكرت سواد قلبك, وقضاء ربك, وقد جرح القاضي شهادتك, ورد نداءك واشادتك:

أنظر إلى الزرع وخاماته   تحكي وقد ماست أمام الرياح
كثيبة خضراء مهزومة   شقائق النعمان فيها جراح

نعم صبغك مستحيل, وأعلامك مؤذنة بالرحيل عن الرسم المحيل, فما النضرة, إلا للخضرة, أو ما علمت أن بها يشبه العذار, إذا استدار, ما أحسن الريحان في الجلنار فإن قلت نمام فما نم إلا بأمره, ولا باح إلا بسره:

لم كره النمام أهل الهوى   أساء إخواني وما أحسنوا
ان كان نمام فمعكوسه   من غير تأديب لهم مأمن

فناداه البان, وقد ظهر عليه وبان, أيها المفتخر بفيه, المتحلي بما ليس فيه, تسرق السمع بأدنى فرس, فشأنه كله خلس, أما علمت أن النمام في النار أما كفاك هذا العار, بغيض الذات, هادم اللذات, تطير من إسمك الناس وما له في الثقل من ناس:

أقول وطرف النرجس الغض شاخص   إلي وللنمام حولي إلمام
أيا رب حتى في الحدائق أعين   علينا وحتى في الرياحين نمام

ما الحسن إلا للقضيب الممشوق, والقد المعشوق, المكتسي فاخر الملبس, الزاهي في الديباج الأطلس, إلي تنسب القدود الملاح, وعلى قامتي يعذل العاذل ويلحي اللاح:

تبسم زهر البان عن طيب نشره   وأقبل في حسن يجل عن الوصف
هلموا إليه بين قصف ولذة   فإن خصور البان تصلح للقصف

فأجابه البهار البهار, البادي فضله على فضل النهار:

نفش غصن البان أذنابه   وقاس وقت الصبح عجبا وفاح
وقال هل في الروض مثلي فقد   تغزى إلى قدي قدود الملاح
فحدق النرجس يهزآ به   وقال حقا قلت ذا أم مزاح
بل أنت بالطول تحامقت يا   مقصود عجب بالدعاوي القباح
فقال غصن البان من تيهه   ما هذه الأعين إلا وقاح

أما راقك الياقوت الأصفر, وسط الدر الأبيض على الزمرد الأخضر, يشهد بمنافعي البينة, في الفصول والأزمنة, شموا النرجس ولو يوما في السنة, فأنا غذاء الروح, لمن يغدو عني ويروح, لطيف المزاج, أصلح للعلاج, وأزيل من الدماغ مضرة دخان السراج, وأخف على العشاق, يوم التلاق.

وإذا قضيت لنا بعين مراقب   يا رب فلتك من عيون النرجس

فنهض إليه البنفسج وثار, وتكلم بألسن كأنها أوائل النهار, وقال لا يظهر لك أمر, ولا يسلم لك فخر, إلا على الورد, فما لأمرك عليه من رد.

خجلت خدود الورد من تفضيله   خجلا توردها عليه شاهد
للنرجس الفضل المبين وإن أبى   آب وحاد عن الطريقة جاحد

فضل قديم, يعرفه المدام والنديم, وأما أنا فبهجة لازوردية, ونسمة عنبرية, ريحانة الجيوب, المحببة للقلوب.

يا مهديا لي بنفسجا أرجا   يرتاح صدري له وينشرح
بشرني تصحيفه عاجلا   بأن ضيق الأمر ينفسح

فأقبل الورد يلطم خده   ويقول وهو على البنفسج يحنق
لا تقربوه وان تضوع نشره   من بينكم فهو العدو الأزرق

كيف يفخر النرجس من بين الرياحين, على نخبة الملوك والسلاطين.

إن كنت تنكر ما ذكرنا بعدما   وضحت عليك دلائل وشواهد
فانظر إلى المصفر لونا منهما   وافهم فما يصفر إلا الحاسد

ألم تسمع ما قيل, مما سيلقي عليك القول الثقيل.

من فضل النرجس فهو الذي   يرضى بحكم الورد إذ يرأس
أما ترى الورد غدا قاعدا   وقام في خدمته النرجس

أنا مشرف الربيع, ومظهر ما له من البديع, ومظهر ما له من البديع, أنعش الأرواح, فأنا عروس الأفراح, نوافح ذكية وروايح شذية, ابديت ألوانا لأهل الأدب, يقضون لها بالعجب, فمني الأبيض والأسود الحالك, ومني وراء ذلك, أصفر فاقع, وما نصفه قاني ونصفه ناصع, وبالهند مني شجر تخرج وردا عليه مكتوب, لا إله إلا الله, محمد رسول الله, فأنا للرياحين ملك ملوكها, ووسط عقودها وسلوكها.

فمن ذا يضاهيني بوصف فضيلة   وفضلي على كل الرياحين ظاهر
زماني على الأزمان بي متشرف   وفخري لمن يبغي التفاخر قاهر

فرام المنثور, أن يراجعه بالمنظوم والمنثور, ويذكر له من ذلك ما هو مأثور, فأسكته, ورد عليه وبكته, وتحامل عليه, ولم يصغ إليه, فأما الأبيض فاستسلم, وأبى الدعاء على من ظلم, وكل من الأصفر والأزرق باح بالشكوى, غلى عالم السر والنجوى, فلم يزل يسيل مدامعه, ويمد غلى الله أصابعه, وعند تجتمع الخصوم, وإليه تعالى ينتهي الظالم والمظلوم.

حاذر أصابع من ظلمت فإنه   يدعو بقلب في الدجا مكسور
فالورد ما ألقاه في جمر الغضا   إلا الدعا بأصابع المنثور

قال الراوي, فبينما هما في مطارحة وجواب, ومفاخرة وأعجاب, إذ أقبلت مطوقة الرياض, ولها من الجو انصباب وانقضاض.
ورقاء قد أخذت فنون الشوق عن   يعقوب والالحان عن إسحاق
وأنا الذي أملى الهوى من خاطري   وهي التي تملي من الأوراق
فباحت بشجنها, وتكلمت على فننها, وقالت كل يحاول جهده, ويقول بما عنده, إلي لا لكم الفخار, وأنتم لنا أعشاش وأوكار, وفروعكم لخطبائنا منابر, ولقياننا ستائر, أليس رؤوسكم لأقدامنا خاضعة, ولنا كلما نزلنا ساجدة وراكعة, وإنا على ما زعمتم بنا من الجوى وتباريحه, آخدون في ذكر الله وتسبيحه, شغلنا ذلك بالاسحار, والعشي والإنكار.
قال الراوي: فبينما أعجب مما سمعت, وأهم بتقييد ما رويت, إذ نشأت غمامة تصافح أهدابها الأرض وتسد الآفاق على الطول والعرض, يحدوها الرعد, ويستنجز منها الوعد.

وكأن صوت الرعد خلف سحابة   حاد إذا ونت الركائب صاحا
أخفى مسالكها الظلام فأوقدت   من برقها كي تهتدي مصباحا
جادت على التلعات فاكتست الربى   حللا أقام لها الربيع وشاحا

فنثرت الأرض جواهر تغار منها البحور, وتزدان بها من أجياد الأزهار اللبات والنحور, فاختفت بعد ما تجلت, وألقت على البطاح ما فيها وتخلت, ثم قالت يا ذوات الأطواق, البائحات بالاشواق, المفتخرات على الأدواح, بالغدو والرواح, بكاؤكن كذب, ونوحكن لعب.

لو كان حقا ما ادعيت من الجوى   يوما لما طرق الجفون كراك
أو كان روعك الفراق إذا لما   ضنت بماء جفونها عيناك

ما الفضل إلا لمن أحيا الأرض بعد أن كاد زرعها يهيج, فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج, فقلائدها مدبجة, ورؤوس أشجارها متوجة, فلولاي لم يكن لكن مرعى ولا مسرح في الأرض ولا مسعى. قال الراوي: فبينما هي طلق اللسان, وتعد مالها من الحسن والإحسان, إذ طلعت الغزالة, وهي في مشيها مختالة.

مرآة تبر لم تشح بصياغة   كلا ولا جليت بكف الصيقل
حتى إذا بلغت إلى حيث انتهت   وقفت كوقفة سائل عن منزل

وهي قايلة أعمال كسراب, وعارض منجاب, إذا طلعت عليه الشمس ذاب, ألم تسمعوا بأني يوح, أغدو في مصالح العالم وأروح, فلولاي ما جرت الأنهار, ولا تفتقت الأزهار, قال الراوي: فلما رأيت إفراط اللجاج, والتمادي على الحجاج, قلت الحق أبلج, والبطل لجلج, هلا أعطيتم القوس باريها, وأسكنتم الدار بانيها. فمن كلام من يعقل. إذا فاض نهر الله بطل نهر معقل, ألم تعلموا أن جامع هذه الفضائل وإمامها ومالكها الذي أحكم انتظامها, عالم المسلمين محي سنة الفضل في العالمين الماجد الفاضل, السحاب الهاطل, السني, السني, فخر المغرب الأكبر, محمد بن أبي بكر صاحب الدلاء الكريم الجواد, الكثير الرماد, كافى الله إنعامه, وجازاه عن مقام الدين الذي أراد جداره أن ينقض فأقامه, فهو الممدوح بكل لسان, والماجد الذي لم يختلف في فضله اثنان, والسخي الذي إذا ملأ الراحة خف عليه التعب, وإذا ذكر القدر الذي ارتفع هان عليه الفكر الذي انتصب, كم ساجلت جوده الغمائم, فأمست على افتضاحها ثنايا البروق وهي بواسم, متى طرقت حماه والليل قد سجى, تجد حطبا جزلا ونارا تأججا.
تلوح في غرة الأيام بهجته   كأنها ملة الإسلام في الملل
فاعترفت الأزهار بأن شذاها من نسماته, وأقرت الشمس بأنها من قسماته, وسلم الغمام بأنه من صلاته, وقال الحمام لا أتغنى إلا بمدائحه, ولا أرد إلا موارد منائحه, قال الراوي: فلما وقع التسليم لمعجزاته المحمدية, ومناقب أبيه البكرية, قضيت المناسك, وودعت المسالك, وطفت تلك البقاع طواف الوداع فلما أردت الخروج, والرجوع على خضرة تلك المروج, نادتني الأزهار من كمائمها, والثمار من أغصانها, سمعا لهذا الماجد الذي صار إجماعا, وأحببته أنت عيانا ونحن سماعا, ونحن نقسم عليك بمواهبه التي كاثرت النجوم عدا, وطالت البحر مدا, إلا ما خدمت بهذه الفكاهة جنابه الفسيح, وأغنيت بها المساكين الذين يعملون له في كل بحر من أشعار المديح, فقلت أجبت هذا القسم الكريم, وإنه لقسم لو تعلمون عظيم, فيا له من حج مبرور, وعمل متقبل مشكور, فرائد الفوائد في سلكه منظومة, وصحائف لذاته بالمسك مختومة

شعر الفصحى
شعر العامية
شعر الأغنية
الشعر الجاهلي
الشعر الإسلامي
الشعر العباسي
الشعر الاندلسي
الشعر النبطي
شعراء الطفولة
المرآة الشاعرة
دمــــوع لبنــان
المونولوج والفكاهة
فن الدويتو
مواهب شعرية
علم العروض
قالوا فى الحب
 
البحث
 
كلمة البحث:
بحث فى الشعراء
بحث فى القصائد