وقد استدعيته ذات يوم برسالة، فكتبت له بنثر وبعده أبياتا فمن فصولها: وإنا لننتظر قدومك علينا قبيل الشمس شروقا، والإبريق يصطك فؤاده لسقياك خفوقا، حتى نتقضى من منادمتك حقوقا، فالساق مشمر عن ساق، والإبريق متأهب بما يليق لأن يريق، والكأس بحلا عسجدية كاس، والكل للقياك متأهب وبطاعتك متقرب، مجلـس أنـس تــم لاكنــه إن لـم تزينـه بكـم عاطــل أكؤسـه مصطفــة ترتجــي سلوهـا عـن سقيكـم باطــل قـد أوقفـت إبريقهـا رائــدا فامتـد منـه عنــق يســأل إن لـم تقــدر منكــم زورة فدمعـه هـام يـرى هاطــل كــذا إذا أسعفتــم باللقـــا فأمــره مستبهــم مشكــل بكـاؤه الثانـي فمـن فــرح وعكـس ذاكـم دمعـه الـأول فـلا تــردوه لهــا خائبــا عسـى سـرور بكـم يكمــل فقدم بين يديه: السمـع والطاعـات منـا لكـم واجبــة والأمــر ممتثــل نأتي علـى الـرأس لمجلسكـم إن لـم تساعدنـا لـه الأرجـل