المستخدمين
المستخدم:
كلمة السر:
المنتديات اتصل بنا تسجيل الرئيسية
 
Your Ad Here
شاعر الأسبوع
شاعرة الأسبوع
قصيدة الأسبوع
أخبار وأحداث New
بقاك الله لطرفة تجليها
من ديوان ديوان   محمد بن عبد الوهاب بن عثمان المكناسي (1214هـ/1799م) للشاعر بديعي

وبعده: المبرز في العلى المحرز للمعلى، محيي فصاحة الأوائل ومعيي سحبان وائل، كرم الله طلعته وحتم على الدهر طاعته آمين، هذا وما عسيت أحلي ولو حصلت لي ملكة المحلي، أو حصلت أنواع بديعة الحلي، وأنت أعزك الله السفير بين الملوك، والوزير الذي هو في عقد الوزارة فاخرة السلوك، فأنى يوصل إلى الأوج من فلك مجدك، ولا يقال للزوج إن له معنى من معاني فردك، بيد أنك حفظك الله كريم الأخلاق، وحضرتك العلية حضرة الإطلاق، فبساط أنسك لا شك أنه أرفع، لكن انبساطك فيه أوسع للنفوس وأنفع، وهو وإن كانت به الفرش المرفوعة، والأكواب الموضوعة، وألوان الطعام مما طار كما قيل وعام أو من غيرهما، كذلك المشوب بالطيب المشتبه بقلنسوة الخطيب، فخطابك البليغ أفضل من ذلك كله وأجمل، ومنزعك اللطيف أوصل للنفوس وبها أحل، لأن ذوق معاني الكلام ألذ من ذوق ما في الأواني من الطعام وأجل وأكمل، ومما هزني من ذلك للكلام، ولزني في المداعبة معك كما لز الألف مع اللام، ما أودعته في رسالة الاستدعاء من قولك والساق مشمر عن ساق، فإنه ذكرني قول بعض المقاول:
لم أنسَ يوماً قام يكشف عامـدا عـن ساقـه كاللؤلـؤ البـراق
لا تعجبِ إنْ قامت لذاك قيامتـي إن القيامة يـوم كشـف السـاق
وإني لما حضرت ذلك المجلس الأبهر، وأظهر فيه الساقي من شمائله ما أظهر، إنما تاه فكري في لطف مناولته، ووصف مطالعته لرضاك ومحاولته، فغبت بذلك عن ملاحظة الساق المشمر عنه، بل وعن الساعد الذي كان أقرب إلي منه، نعم
أتهم لك نفسي بنظرة أولى لمحياه، وكأن القلب بها حياه، لكن قلت في الحين على الشذوذ إياي وإياه، فلعل السيد لنفسه هيأه، والنظرة الأولى كما علمت معفو عنها، وإذا سمح قدرك العالي بالمداعبة فهذا منها والسلام.
فراجعته بقولي: أبقاك الله لطرفة تجليها، وبنات أفكار بدر نثارك تحليها، ونادرة تردفها بأخرى تليها، تلك رياض تفتحت عن أزاهرها أكمام، ولات حين للأزاهر إلمام، هذه يقظة أو منام، عهدي بالرياض لم ينتج الآن شمام، أو ذاك مسك فض عنه ختام، تحيرت في ذلك أظنه سحرا أجل نفث به حبر وإن شئت بحر فخذ عن إمام، إمام تجملت بطلعته الأيام، وتجمعت له شوارد العلوم فتسنى له بعد تفرقها التئام والتمام، أما الأدب فهو بعض بعض فنونه، ورشوحه من معين أنهار عيونه، أما تراه قدوة للأنام حل من درى المعقول والمنقول حيث لا محل للمحلى، وأربى فيما أبدع من البدائع على بدائع الحلي، أليس معدودا في إحراز السبق في مرتبة لو كانت قبل المجلى، وأما ذكاؤه فشهاب يتوقد، وألمعية في كل آونة تتجدد، فقد غذا إياس عن إدراك شأوه ذا إياس، عذبت مفاكهته وعدمت مشاكهته، رمى بسهمه في أغراض المداعبة فقرطس، واستخرج من لجج بحارها من الغرائب ما أعجز من غطس، ما ألطفه تشبيها يشهد للمشبه بأن له شبيها، في ذكر القلانس والخطيب، فقد هصرت من أفنان البلاغة كل غصن رطيب، وما أحلى منازعك علوت منازعك، ولو حضر لأذعن لك ابن الخطيب، وقد وصف سيدي ما استحسن من المجلس والساق، وساق ذلك أحسن مساق، فأبدع ما شاء في تناسب واتساق، وأحكام المبنى وتسديد اللفظ لغرض المعنى، والخروج من معنى لآخر حيث لا شعور للسامع، شاغلا له ببوارق سحرك اللامع، غير أن سيدنا يسر حسوا في أرتغا وما أدري ما الابتغا، فقد رأيته راجع الالتفات لاستدراك ما فات، وللنظرة وحدها استنزر ولصيده في جوه حلق واستنسر، وذكر أنه ما أعرض عنه إلا
لتوهمه أنني هيأته لنفسي فاستأثرت به و إلا لألحفه بثوبه، فإن كانت المثابة العلية ممن يقنع بنظرة وإن أعقبت حسرة وتمذهبت بمن قال:
وهويتـه يسقـي المـدام كأنـه قمر يطوف بكوكب في مجلـس
فقد استوفى حظه وأنال مراده لحظه، وليكتف بذلك أدام الله حفظه، ولم تبق له منة في استبقائه، حيث استقصى الشمائل الناشئة عند المعاطاة من تلقائه، وإن لم يقنع بذلك المقدار من التغزل، وأراد من غلع العذار كمال المرام من التنزل، وتمذهب بقول الآخر:
وضممته ضـم البخيـل لمالـه أحنو عليه مـن جميـع جهاتـه
فلا ملام على اغتلام، فالمجلس والغلام مع كمال المرام، ولعل بتيسر الجمع تجودكم عند الانفصال غمام، هذه دعابتي بعثت بها إلى محل كمالك، وعظيم جلالك ثقة ببرك ورحيب صدرك، واعتمادا على تحملك لمداعب وإغضائك عن المعايب، فاغض أبقاك الله واسمح وبعين الصفح والتجاوز فالمح.
فكاتبني بما نصه:
سيدي أدام الله لك السعادة، ولا قطع عنك من الإنعام ومديد الإكرام، كما لم تقطع عادة، إن هذه النفوس كما جاء تصدى كما يصدى الحديد، فتتأكد لذلك صقالتها التي هي لنورها كالتجديد، وإن مما اتفق عليه رؤساء الحكماء، وأطبق معهم نجباء العلماء، أنه لابد لها من رياضة، إذ التدريج حكمة هذا العالم وإن كانت القدوة فياضة، وصاحب القصر يهوى قبابه وتارة رياضه، ويستحسن من أزاهرها المختلفة ما خالطت حمرته بياضه، ولذا قيل:
لا يصلح النفس إذ كانت مدبـرة إلا التنقل من حال إلـى حـال
كما قيل أيضا:
تنقل فلذات الهوى فـي التنقـل ورد كل صاف لا تقف حول منهل
وفي المعنى:
أفد طبعك المكدود بالجد ساعـة بلهو وعلله بشيء مـن المـزح
البيتين. وقد علمت أعزك الله أن اللذة انبساط باختلاس، وأكمل اللذات استنباط حكم همم الجلاس، لأن همة المرء ميزان عقله وبرهان فضله، وأكثر ما تظهر في قوله، المرء مخبؤ تحت لسانه، وقد كان من تقدم من الكبراء والأمراء والوزراء يستعملون جل أوقاتهم في هذا المعنى، يولعون به ويعنون أجل بذلك يولع وبه يعنى.
وأذكر الآن من ذلك ما حكاه الثعالبي في يتيمته، وقد ذكر القاضي التنوخي فقال: وكان كما قرأت في فصل للصاحب، إن أردت فإني سبحة ناسك، أو أحببت فإني تفاحة فاتك، أو اقترحت فإني مزرعة راهب، أو آثرت فإني نخبة شارب، إلى أن قال: وكان من جملة القضاة الذين ينادمون الوزير المهلبي، ويجتمعون إليه في الأسبوع ليلتين على أطراح الحشمة والتبسط في القصف والخلاعة، وما منهم إلا أبيض اللحية طويلها مثل المهلبي، فإذا تكامل الأنس وطاب المجلس ولذ السماع، وأخذ الطرب منهم مأخذه، وهبوا ثوب الوقار للعقار، وتقلبوا في أعطاف العيش بين الخفة والطيش، إلى أن قال: وعليهم المصبغات ومخانق البرم وفيهم يقول السري:
مجالس ترقـص القضـاة بهـا إذا انتشوا فـي مخانـق البـرم.
واذا أصبحوا عادوا لعادتهم في الترهيب والتوقر والتحفظ، وأبهة القضاء وحشمة المشايخ الكبراء.
وإنك أسعدك الله لمن فرسان هذا الميدان، ولك فيه بحمد الله يدان، بل أنت أعلى علما وعقلا وكرما وفضلا، فوق المعروف والمقول في ابن معروف، شجرة فضل عودها أدب، وأغصانها علم وثمرتها عقل وعروقها شرف، تسقيها سماء
الحرية وتغذوها أرض المروة، لأن الإغتباط إنما يكون عند الأعواز وليس في المعتاد إعجاز، فمن لا توجد هذه المعاني والمعالي في زماننا إلا عنده، فهو كموحد الفترة الذي يبعث أمة وحده، وما كنت أظن الأيام تنتج عن عقم، أو تشفى مما كان بها من السقم، حتى طلع نجم سعدك في أفق مجدك، فأشرق إشراق الغزالة والقمر ذي الهالة، فلله أنت في القبة اليمنى، سعادة لك ويمنا، وجه متهلل بالبشر متجمل لا متبرم ولا متملل، ولسان يلفظ بالجواهر الحسان وبالجمان في أخبار الزمان، فإذا أمرت برمز الحاجب لا بالكلام، ائتمر لأمرك ذلك الغلام المقارب للاحتلام.
سيدي كيف تجدك إذا اهتزت أعطافه، وارتجت أردافه تشابهت أوصافه، فتمايل قده وتسايل خده، لاريب أن ما بالقلب من الخور، هو مما في عينيه من الحور، وأنه إنما ذاب من ذبول الأهذاب، أو من تراءى لغره على غرة، لكنه بالشفة يشفى فلمى ثغرها عسل مصفى، وجواهره أنقى من البرد، وأصفى ما أبردها على الكبد للمنفرد المستبد،
كيف يسلو الذي تعشـق أغيـر صيد فاصطاد وهو قد كان أصيد
إن طرفي جنى علـي ولـم أج ن من الـروض وجنـة تتـورد
كما قلت لا أعـود إلـى العـش ق ابتليت ولكـن العـود أحمـد
ها أنا مغـرم بـه فاعـذروا أو فاعذلـوا فالمحـب دأبـا يفنـد

شعر الفصحى
شعر العامية
شعر الأغنية
الشعر الجاهلي
الشعر الإسلامي
الشعر العباسي
الشعر الاندلسي
الشعر النبطي
شعراء الطفولة
المرآة الشاعرة
دمــــوع لبنــان
المونولوج والفكاهة
فن الدويتو
مواهب شعرية
علم العروض
قالوا فى الحب
 
البحث
 
كلمة البحث:
بحث فى الشعراء
بحث فى القصائد