ومنهم الفقيه اللبيب الحسيب الأديب كمال الدين الشيخ محمد بن محمد الدمشقي المشهور بالغزي الشافعي۔ اجتمعت معه في جامع الأمويه وأدخلنا إلي بيت له في المسجد كبير في ناحيه الصحن۔ يقعد فيه بقصد المطالعه والإفتاء۔ وأتي إلينا إلي منزلنا الذي كنا به ودار الكلام بيننا في الشيخ الجليل صاحب الكرامات سيدي أرسلان الذي تقدم ذكره۔ فقلت له: من هو هذا الرجل۔ فقال لي: أبعث إليك التعريف به فأبطأ۔ فأرسلت إليه بطاقه نصها: الحمد لله وحده۔ أحيي طلعه ذلك الهلال المرقوب بسلامته من النقص بعد الكمال۔ الذي هو للدنيا زينه وجمال وللدين كمال۔ وللمستمعين فال وللمعتفين أمال۔ تحيه حب معتكف علي حبكم لا يبرح۔ وذي وجد بمحاسنكم لا يكيف لعدم انتهائه ولا يشرح۔ ويستنجر منكم ما وعدتم به من ترجمه الشيخ أرسلان۔ فقد كان عليكم في ذلك الإعتماد والتكلان۔ والله تعالي يتولي هداكم ويفسح في بقاء مدتكم ومداكم۔ ولا تبخل علينا برؤيتك۔ أنفسنا تفديك ثق ولاتجعلنها بيضه الديك.
فبعث الترجمه ومعها أبياتا نصها:
يا واحد الفضىل وفىرد النهىي وأكمىل النىاس مقامىا وحىال
ومىن رقىي مجىىده رتبىىه قد قصرت عنها فحول الرجىال
ومن بميىدان العلىوم اغتىدي إن جال لم يبىق لغيىر مجىال
لا عجب من بدر فضىل أضىا فمن جهات الغرب يبدو الهلىال
تبىارك الواهىب قلبىي لىىه وجل من قىد خصىه بالكمىال
فأجبته بقولي:
وأنتىم أهىل لكىىل الىىذي ذكرتىم بىلا بقىاء احتمىىال
وحزتىىم علمىىا ومكرمىىه للىه أنىت يافصيىح المقىىال
خلقىا وخلقىا وانبساطىا لىىه أدب غىض للنفىوس استمىال
وحليىه حلىىاك رب العىىلا بها لكم علي القلىوب اشتمىال
فما عسىي يثنىي عليكىم بىه وأنتىم للديىن صرتىم كمىال