ومما كتب به من الحضره المراكشيه لابن أخته الشريف المهذب مولاي أحمد بن العربي العراقي بالحضره الفاسيه, ونصه بعد الحمدله والصلاه:
أجل من تحلي بأكرم الأخلاق, وأكمل من شرفت منه الأوصاف والأعراق, الحال مني محل سويداء أماقي, أبو العباس أحمد بن العراقي, لازلت في خفض عيش ناعم, ما دام ثغر الرياض عن عرف أزاهره باسم, وعليك مني تحيه يفوق شذا النسرين طيبها, مستوفي من عبير العنبر نصيبها, مشفوعا ببركات يملأ الخافقين نورها, وتتوج محاسن الدهر سطورها, هذا وقد طار الفؤاد للقياك, وطمحت نار التشوق لاستطلاع محياك والاستمتاع برؤياك, إذ كنت مني محل الزند للساعد, وكيف لا وفيك الغنيه عن الأقارب والأباعد, أبقاك الله محفوظ الجناب, متبعا سبيل من أناب, وجبر الصدع بالجمع, بين الأصل والفرع, إنه مجيب دعوه المنيب, وجامع شمل الغريب, وها نحن اليوم قد شغلنا عن كل المطالب, بكل ذاهب وأيب ومطلوب وطالب, فذات النحيين أفرغ مني ذهنا, والجوارح والحواس أصبحت لما سمعت وقاك الله رهنا, وفي حامله كفايه الخبر, عمن أبدل نومه بالسهر, مع مصاحبه أمراض, معشارها يشغل عن أضعف الأغراض, ولكن الطمع في رحمه الله يحملني علي الرجا, وكيف يخيب من إلي أكرم الأكرمين التجا, وهو حسبي ووليي ومن توكل عليه سلم ونجا, في سابع جمادي الأولي عام تسعين ومائه وألف محمد بن الطيب سكيرج لطف الله به.