من ديوان
ديوان محمد بن الطيب بن عبد القادر سكيرج الأنصاري الخزرجي، من مواليد فاس عام 1122 هـ توفي بالوباء في شهر جمادى الأولى عام 1194 هـ - ماي 1780 م
للشاعر
بديعي
ومما كتب به من الحضرة المراكشية لابن أخته الشريف المهذب مولاي أحمد بن العربي العراقي بالحضرة الفاسية, ونصه بعد الحمدلة والصلاة:
أجل من تحلى بأكرم الأخلاق, وأكمل من شرفت منه الأوصاف والأعراق, الحال مني محل سويداء أماقي, أبو العباس أحمد بن العراقي, لازلت في خفض عيش ناعم, ما دام ثغر الرياض عن عرف أزاهره باسم, وعليك مني تحية يفوق شذا النسرين طيبها, مستوفى من عبير العنبر نصيبها, مشفوعا ببركات يملأ الخافقين نورها, وتتوج محاسن الدهر سطورها, هذا وقد طار الفؤاد للقياك, وطمحت نار التشوق لاستطلاع محياك والاستمتاع برؤياك, إذ كنت مني محل الزند للساعد, وكيف لا وفيك الغنية عن الأقارب والأباعد, أبقاك الله محفوظ الجناب, متبعا سبيل من أناب, وجبر الصدع بالجمع, بين الأصل والفرع, إنه مجيب دعوة المنيب, وجامع شمل الغريب, وها نحن اليوم قد شغلنا عن كل المطالب, بكل ذاهب وآيب ومطلوب وطالب, فذات النحيين أفرغ مني ذهنا, والجوارح والحواس أصبحت لما سمعت وقاك الله رهنا, وفي حامله كفاية الخبر, عمن أبدل نومه بالسهر, مع مصاحبة أمراض, معشارها يشغل عن أضعف الأغراض, ولكن الطمع في رحمة الله يحملني على الرجا, وكيف يخيب من إلى أكرم الأكرمين التجا, وهو حسبي ووليي ومن توكل عليه سلم ونجا, في سابع جمادى الأولى عام تسعين ومائة وألف محمد بن الطيب سكيرج لطف الله به.
|