ألا هل يلذ النوم والربع شاسع   وهل عن لقاء الحب يغني التواضع
وهل من ملام ينثر الجفن دره   اذا هيجت مافي القلوب الفظائع
وحرك حب القلب وجد تزايدت   حرارته مما حوته الأضالع
وقد سل سيف البغي دهر وشمرت   حوادثه ما الجفن منهن هاجع
وبادرت رسوم القلب بالهجر والعنا   وللجسم حكم القلب اذ هو تابع
ألا فلتدع لوم المتيم انه   يصادم هولا همه القلب قاطع
أما كان يكفي ذا النحول الذي سجا   ووجه كئيب أصغر اللون فاقع
يرى فوقه للخطب رقم أشعة   يرى الرمز منها من دهته الزعازع
فطورا أهيم في الفلاة وتارة   تناجيك بالاحزان عنه الضواجع
سأندب ربعا للأحبة من صفا   به العيش لما ساعدتني الصنائع
ومن كان مأوى الروح والجسم عندما   سقته مزون وبلها متتابع
فعاوده شرخ الشباب وما عفا   ورئيت وراء الستر تلك الودائع
حلاه وأن شط الربيع أزاهر   فمنظره يغني وماؤه نافع
جميع نرمي الدنيا فداه وان علت   سوى الحرمين وهي عندي بلاقع
فلله ما أشهى زمان وصالهم   أشارت إليه بالمعالي الأصابع
ولله ما أحلى شمائل جمة   نسيم شذاها في المحافل ذائع
لحا الله دهرا اذ قضى بفراقهم   وعظم من شرع النوى من يخادع
فلولا وشاة في الأنام مجونها   قضى لفطام من قلته المراضع
لما كان نأىالخل عني ولا بدأ   وجود لنسج أحكمته الصنائع
ولا كان مني الالتفات لغيرهم   ولاند عمري في الصبا وهو ضائع
لأني قد أسلمت نفسي للذي   أنا لرضاه يا ابنة العم ضارع
ومن حصنه للقاصدين وقاية   ومن سره يعظيك ما أنت طامع
ومن هديه عم الأنام سناؤه   ففي قلب مخلص هو لامع
أريد به ختم الرجال الذي سما   على الكون طرا دون خصم ينازع
ومن خص من خير الأنام بشربة   أرته علوما قد حوتها الشرائع
وأسرار سر العرش واللوح وانجلت   له من كتاب الله تلك الوقائع
فلولاه جود ما سعى الفوز نحونا   وفي القلب منا وحشة وقواطع
ولولاه مارى العليل شفاءه   ولا فر مما تقتضيه الطبائع
له رتبة تولي الرجال مراتبا   ومن دونها لولاه ماهو مانع
تجانينا سر الاله لخلقه   له القمران والنجوم خواضع
أبان علوما في الحقيقة أعجزت   ذوي السبق فيها للعباد منافع
هو الكامل المشهور والغوث والذي   سنا مجده في الناس أبيض ناصع
تمده بالأسرار روح محمد   فيا حبذا نهج به النور ساطع
واياك والانكار فهو حماقة   وذو الطعن في نهج التجاني مخادع
امامي ليالي الوصل غيرها البلى   فرحماك قد جفت دموع هوامع
فلا العيش يحلو ما نأيت وما عسى   وان مكانا قد هجرت لخاشع
وإني وان كنت السيء الذي اعتدى   وحارب جهرا, ها أنا اليوم طائع
فما عن قلبي كان البعاد وانما   أطاع الفؤاد ما هوته المسامع
فان تمنحوا المهموم قربا ورأفة   فمحمد من بعض ما أنت جامع
وأن تعف عن ظلم بدأ منه بعدما   قد ارتفعت عن وجه ليلى البراقع
فلا غرو أن العفو بالارث ملككم   بدأ برقه في ذلك الحي راقع
ولاسيما والله قال: وسارعوا   فمن يعف يدري ما به الله صانع
وفي ابن أبي سلمى سلو لتائب   ومن نيله ثوب النبي مطامع
وعفو رسول الله مهيع وبله   وصفحه عن أهل الجرائم واقع
وقفو سبيل المصطفى وصحابه   طريقتك المثلى فلا من ينازع
لذلك نيل الفضل والعفو حاصل   لأنك فيض المصطفى أنت راضع
شفيعي فؤاد في هواك بلا مرا   وجدك يوم الحشر للكل شافع