1 مـا بِـالعـيـون مـنَ الحِـسانِ الخرَّد شَغَفي ولا جيدِ الغزالِ الأغْيَدِ
2 يَــرنــو فــيـفـعـلُ لحـظُـه فـي صَـبِّهـ مـا ليـس يـفـعـلُه مُـعـتَّقـُ صَرخَد
3 وإذا دنـا هـانـتْ لطـلعـتِـه الدُّنا وأقـام رؤيـتَـه مـقـامَ الإثْـمِد
4 وإذا نـأى تَـرَكَ الهـواجـسَ والهوى والنــومَ بــيـن مُـكـتَّفـٍ ومـشـرِّد
5 كـــلاّ ولا طـــرَبــي لصــوتِ مُــغــرِّدٍ يــدعـو الى بـسْـطٍ وعـيـشٍ أرغـد
6 يَـذرُ الجـوانـحَ خُـفَّقـاً ويـقـودُ غـا ديـة الجـوارح للقنوص المُرصِد
7 ومُــنــادمٍ يـمـحـو الليـاليَ أَنـسُـه حـتـى كـأنَّ ظـلامَـهـا لم يـوجَـد
8 أو روضـــةٍ مـــطـــلولةٍ مـــكـــســـوَّةٍ غِــبَّ الحَــيــا بــمُــوَرًّسٍ ومُــورّد
9 تُهدي الّصبا لذوي الصبابةِ عَرَفها فـتـزيـدُ فـي وجـدٍ وشـوق مـوقـدِ
10 وتـصـوغُ مـن نَـوْرِ الغـصـونِ قلائداً مـن جـوهـرٍ وخـواتـمـاً من عَسْجَد
11 وكــأنَّ واديــهــا ســبــيــكــةُ فِـضَّةـٍ مـصـقـولةٌ قـد رُصِّعـتْ بـزَبـرْجَـد
12 بـل هِـمْـتُ مِـن نـظَـري لعِـقـدِ حقائقٍ يُــزري بــكــل مُــنــظَّمـ ومُـنـضَّدـ
13 عِـــقـــدٌ تـــضـــمَّنـــَ دُرُّ ضـــدَّ الذي أضــحــى يَــمــضُّ صــفـاءُ المُـورِد
14 وأبــاح للقـوم القـيـامَ بـمَـجـمـعٍـ عـظُـمـتْ مَـبـرَّتُـه بـمـولدِ أحـمـد
15 مــســتــوجِــبِ الإجــلالِ بـالأقـوال والأفـعـال مِنْ كلِّ عارفٍ متعبِّد
16 أوَلا يُـقـامُ لذِكرِ منْ قامتْ له الأملاكُ إجــــلالاً بــــأشـــرفِ مَـــعـــقَـــد
17 لولا الذي ســكــنَ الضــمــائرَ لم يَــكُـنْـ إظــهــارُه فــي وقــتِــه بــمـجَـدَّد
18 مـــن أيـــن لِلإنــكــارِ مــنــه وَليــجــةٌ وهْو المبينُ عن الودادِ الأزيَد
19 يــا ليــتَ أفــعــالَ الرجــالِ كــمـثْـلِ ذا حـسـنـاً وسـيْراً بالسبيلِ الأحمَد
20 هلاَّ استعدَّ المنكِرون لبَثِّ ما قد بثَّ ما قـــد بـــثَّ كــلُّ مُــفــرِّطٍ ومــقــلِّد
21 مــمّــا عــلى الجــهــلِ المــرَكَّبــِ فِــعــلُه مُــتــأسِّســٌ وأجـيـجُـه لم يَـخـمَـد
22 لِله مـــــا أذكـــــى الذي أبــــدى لنــــا مـا ظـلَّ يَـعـجـزُ عـنـه كـلُّ مُـعـضَّد
23 وأتـــــى بِـــــمــــلءِ وهْــــو بِــــنــــشْــــره لَيُـصـادمُ الأهـوا بِـبـحـرٍ مُـزْبِـد
24 بِــشــواهــدٍ كــالشــمــس فــي إشــراقــهــا وفــوائدٍ كــالبــدر للمُـسـتَـرشِـدِ
25 هــو عــابـدٌ نـجـلُ الوزيـر أخـي الدَّهـا عــبـدِ الإله الألكـعـيِّ الأوحـد
26 شـــهـــمـــٌ تـــضــاءلتِ المــهــامُّ لِرأيِــه وفُـهـومُـه جـازتْ مـنـاطَ الفَـرقـد
27 فــي المــحْــتِــد الفـهـريِّ والفـضـلِ الذي يَـروي حـديـثَـه مـاجـدٌ عن أمجدِ
28 لا نُـــكـــرَ إنْ مـــلَكَ المـــعـــارفَ إنـــه مــنْ زمــرةٍ آثــارُهُـمْ لم تُـفـقَـد
29 سَــلكــوا إلى نــيــلِ العــلومِ طــرائقــاً نــارتْ لهــمْ بـقـرائحٍ لم تَـصـلَد
30 مـــنِ كـــلِّ كـــأسٍ بـــالرِّضـــى مـــتـــجـــدِّدٍ عــن كــلِّ رَيْـبٍ بـالهُـدى مُـتـقـلِّد
31 فَــجَـزى المـؤلِّفَ ربُّهـ وأنـالَه رُتَـبَ المـوقِّرـِ للنـبـيِّ مُـحـمَّدـ
32 صلى عليه اللهُ ما طرِبتْ لدى تَـذكـارِ مـولدهِ جـوارحُ مُهتَدي
33 والآلِ والَّحْـب الكـرامِ وعِترةٍ قرَّتْ بهم عينُ العلا والسؤدد
34 ما ردَّدَ الروضُ البهيجُ مؤرِّخاً قد ريءَ طبعي في أوينة أسعد