لك الله من قلب تقلب بالجمر على فقد شمس العلم في مغرب القبر
ولاسيما يوم أحال طلوعها غداة نعوا شمس الأئمة في العصر
رمتنا سهام الدهر في أعين الحجا ويا أسفا مما أصابت من الصدر
فهذي المنايا لاتطيش سهامها ولا تنشب الأظفار إلا على غدر
وفتنا ونحن في هناء سرورنا فما رجعت حتى رمتنا على صخر
فيا للسما تبكي دما من دموعها كما بكت الخنساء يوما على صخر
لفقد إمام البر والجود والتقى وبحر العلوم الزاخر الفائض السر
فمن ذا لتبيين وغامض مشكل ومن ذا لترصيع البديع من الشعر
وفيمن ترى تلك المهابة والبها وفيمن يري ذاك الحيا دائم البشر
فمن ذا لشمس العلم يجلو كأحمد سليل الرضى عبد العزيز أخي البدر
إمام له في المجد أعلى مفاخر تجل وتسمو أن تساوم بالحصر
قضى نحبه الهادي فناء بعشقه فنال به أعلى المكانة والقدر
أيا بقعة ضمت محاسن ذاته عليك سلام يعبق الكون بالنشر
ويا تربة نالت كرامة نزله سقاك رضى الرحمان ينهل بالقطر
ويا جيرة أمسوا بقرب جواره ليهنئكم الإنعام من راحم بر
ثوى عندكم قلب وخلف جسمه فنحن كما حن الغريب إلى الوكر
فلله ما بالقلب من ألم النوى ولله ما يشكو الفؤاد من الضر
وحق لقلب ذاق يوما فراقكم يذوب اسى من فقدكم امد الدهر
فكيف بإلف قوته قرى حبكم على صغر حتى انقضت مدة العمر
فليس لنا إلا الرجاء لجمعكم بجنة عدن في اليواقيت والدر
ونحن برضوان من الله اكبر وفوز عظيم دائم العز والفخر
عليكم سلام الله ما حن عاشق وروع مشتاق وأدمعه تجري
ومن أحمد المختار أرجو شفاعة ننال بها من قربه أعظم الذخر
عليه صلاة الله ثم سلامه على عدد الأرمال والأنجم الزهر
وأصحابه والآل من كل تابع ليوم به تنجو الخلائق في الحشر