أعني جودا بالدما حاكيا القطرا   فإن ديار الفضل عافية قفرا
مضى أهله لما استقلوا بجمعه   وما ودعوا لكن لقد ودعوا الجمرا
فأصبحت الدنيا من أجل افتقادهم   ظلاما ولا ضوءا وليلا ولا فجرا
فمن نال من بعد الكرام معيشة   فقد نال من دنياه عاقبة حسرا
خليلي لا تأسف على هالك إذا   تقدم في عز ولو طاول البدرا
فإن زمان السوء يؤذي ولو يكن   لصاحبه ما يملأ السهل والوعرا
ألا مسعف للعين في السعد والبكا   وهل مسعد للنفس إن ضيقت صدرا
فلله ما بالقلب من ألم النوى   ولله وجد ما وجدنا له صبرا
أناس لهم في الفضل والحلم منزل   تسامى على كيوان والقطب والشعرا
أكلف جفني بعدهم بجموده   فيذكر برا منهم فيفي بحرا
وفيهم مضى بدر المجادة قاسم   وبحر ذوي الهدى وشمس بني الزهرا
فجاهد دين الله حق جهاده   قياما وصوما مبتغ عنده الأجرا
فمن بعده للحلم والجود والتقى   ومن في سؤال يمنح البسط والسرا
سوى القادري نجل الامام الذي غدا   بهمته يعلو الطوالع والزهرا
فكنا به لم نعرف الدهر ....   ولا نختشي من فيض إحسانه فقرا
وكان لنا نعم الموالي مواسيا   وللكل من فرط الحنان أبا برا
أمثله حيث اتجهت برسمه   فكدت على وهم أخاطبه جهرا
ومهما ذكرت شيمة من صفاته   تصعدت الأحشا بنيرانها زفلاا
ولما اندهى عقلي وزاد تولهي   وأفقدني قلبي تذكره مرا
أقمت جميل الصبر عنه تكرما   وأعددته لكل نائبة ذخرا
أيا موطنا دار الخلود وتاركا   أحبته في شغل دنياهم سكرا
نشدتك بالرحمان من هو قد قضى   بفرقتنا لاتنسين لنا ذكرا
فرعي ذمام في القرابة واجب   على الحر مهما يلف من حاله وفرا
كساك إله العرش من خلع الرضى   وولاك عزا جاوز الحد والقدرا
ووالى عليك من غيوث نعيمه   مدى ما غصون الروض تفتتح الزهرا
ومني صلاة أعبق الكون نشرها   على أحمد المختار دائمة تترا
وآله والأصحاب والتابعين ما   تحركت الأرواح مسكبة قطرا