من ديوان
ديوان العربي بن محمد الساموكني ( 1279 - 1329 هـ) ( 1862 - 1911 م)
للشاعر
بديعي
وقال الأديب محمد بن الطاهر الافراني يخاطبه
أحمل هبات النسيم سلامي الى خير من قاد العلا بزمام
يجاري سوابق الرياح معطرا كنفح زهور الروض غب غمام
الى سيد يهديك نور جبينه إذا غاب في الظلماء بدر تمام
وشيخ له أعلى السيادة رتبة مفاخره تزري بدر نظام
ومن طبق الآفاق أنباء جوده فجابت إليه العيس قفر موامي
سما لإقتناء المجد والفخر يافعا فليس مساويه وليس مسام
وعادت به الارجاء مشرقة كما أزال ضياء البدر كل ظلام
فيا سيدا عم العوالم فضله وسال ندى راحاته بسجام
بقيت بقاء الراسيات مشيد المعالي مصونا في أعز مقام
فأجابه بقوله
حَلَلْتَ وثـاقـي يـا أجلَّ إمــــــــــــــامِ ___________________________________
ويـا نجلَ مـيـمـون النقـيبة ســـــــــامِ ___________________________________
وأسقَيْتَنـي مـن بحـرك العذب صـافـــــــيًا ___________________________________
بـمُزن قـوافٍ لا بـمزن غمــــــــــــــام ___________________________________
وشـرّفتـنـي واللهُ يحـرس مـجـدكـــــــــم ___________________________________
بتـوجـيـه مـا أزرى بــــــــــــدُرِّ نظام ___________________________________
وأبـديـتَ فـيـه كلَّ معـنًى مـنـــــــــاسبٍ ___________________________________
يروق ببَدءٍ مـنه ثـم ختــــــــــــــــام ___________________________________
وحـمَّلْتَ متـنَ الريح أيَّ تحــــــــــــــيّةٍ ___________________________________
فجـاءت عـلى وَفْقِ الـمـــــــــــنى بسلام ___________________________________
فلا زلـتَ مكلـوءًا بعـيـن عـنـــــــــايةٍ ___________________________________
مـجنّبَ آثـامٍ رفـيعَ مقـــــــــــــــــام ___________________________________
أدام إله العـرش والـدك الــــــــــــذي ___________________________________
غدا نـاصرًا للـديـن بـدرَ تـمــــــــــام
...
كأن إبن عمار يشير الى الذي
قصدت فقال في الرياح النواسم
(تبلغنا أنفاسه فيردها
بأعطر أنفاس وأذكى لناسم)
(تسير علينا ثم عنا كأنها
حواسد تمشي بيننا بالنمائم)
الولد الذي تولى الله تعالى إرشاده, فجدد به من المجد ما بناه ذلك السلف وشاده, وجدل كل قرن يسامته وساده, وكيف لا وهو الفاضل الذي ما أتاه الفضل عن كلالة, والمهدي الذي لم يظفر بالهدى عن ضلالة
(وما فيه من خير رأيت فإنما توارثه آباء آبائه قبل)
فهو فرع السؤدد وينبوعه, وإذا طاب الأصل, فخليق أن تطيب فروعه, إلا وأنه الكريم ابن الكريم ابن الصيد الأكاريم: مولانا أبو عبد الله محمد بن الطاهر ابن محمد ابن ابراهيم, حفظ الله تعالى من الأفول بدره, وأدام في الصالحات ذكره, وسلام الله ورحمته عليه, ومن به وإليه, من والد وأخوال, وجيران وآل.
وبعد, فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو, واسأله لنا ولكم دوام الرضا, واللطف فيما جرى به القضاء, وانه وصل الى الضعيف ما أسديته, وخصصته به وله أهديته, فعانقته معانقة اللام للألف, وأنزلته على الفؤاد الذي بالبعاد دنف, والله تعالى المسؤول في مكافأتك على حسن الحب الذي لايجالد ولا يصد, على تكلف ما يشبه أن يكون عن ذلك جوابا, اذ الاعراض عن جواب مثلكم لايعد بكل حال صوابا, فاقبله أيها الأخ على مافيه, وأعيد السلام على الشيخ الوالد وعلى الخالين مولانا البشير والقرشي, واسألهم صالح الدعاء كما أسألك ذلك. والسلام.
|