وصَححتُ عزمي في الجوارِ بأرضهِ وكان نُزولي عند أفضـلِ مُنصـفِ أخي وخَليلي بـل إمامـي وسيـدي وجامع كـل الفضـل دُون تخلـفِ فلما نزلنَـا أحسـنَ النـزل واللقـا وقـامَ مقـام الخـادم المُتلطــفِ وليسَ بعيب خدمة المـرء ضيفـهُ ولكنهـا زيـادة فـي التشــرفِ وبالغَ فـي إكرامنـا واحتفـى بنـا ودامَ علـى حُسـن اللقـا والتآلـفِ وأخجلنِـي إحسانـهُ فهممــتُ أن أخففَ عنهُ رغبـةً فـي التعطـفِ وقالَ لي الظن الجميـل بـه فمـا عليكَ فلا تخجل فلسـت بمُسـرفِ ولا كُلفـة فيمـا فعلــت فإنمــا علامةُ صدقِ والود تـركُ التكلـفِ وقد كنتُ أرجو أن أفـوزَ بوصلـهِ وكنتُ لـه قِدمـا كثيـرَ التشـوفِ وإذْ نلتـهُ فالحـزم أن لا أضيعـهُ وأطلـبُ مـا يُبقيـهِ دون تَشـوفِ جزاهُ إلـاه العـرشِ عنـي فإننـي لِما نالني مـن خيـرهِ ذو تعـرفِ أقـولُ لـه والقلـبُ يغبـطُ حالـه هنيئا لك البُشرى بما نلتَ فاعـرفِ مُنحت جوارَ المُصطفى فاغتبطْ بـه يُنلك غِنى الدارَيْنِ حَسبـك فاكتَـفِ هُو البحرُ جُودا غيـر أن شمائـلا له عذبَتْ حتى حـلا ذكـرهُ بفِـي عليـه صلـاةُ اللـه ثـم سلامــهُ يُنيلان أمْنا فـي مكـان التخـوفِ