إذا غلبتـكَ النائبــاتُ فغالِــبِ بفخرِ فُحولِ العلم عيسـى الثعالـبِ أجل الورى قـدْرا وعلمًـا وفطنـةً وألينهمْ عطفـا علـى كـل طالـبِ وأحسنَهـم خُلقـا إذا مـا اختبرتَـهُ وبدرُ سماء المجدِ صـدرُ المناقـبِ إمـامٌ همـامٌ لا تـرَى مثلـه ولـو ضربتَ جميعَ الأرضِ جم المناقـبِ وبحـرُ نـوالٍ لا تغيـضُ زلالـهُ ولـو كثـرتْ ورادهُ كـف ساكـبِ فحرفتهُ التقـوى وصنعتـه النـدَى ومكسبه التفويضُ خيـر المكاسـبِ رئيسُ المعالي نخبة الدهـرِ ماجـدٌ وعقد لآلي الحمـدِ تـاج المراكـبِ وأفضلُ من تسمو له همـةٌ سمَـتْ ودانتْ لأدناهـا عَوالـي الكواكـبِ على رتبةٍ من دونها البدرُ قد غـدَا وزاحمَ فيهـا المُشتـري بالمناكـبِ وخاضَ بِحارَ العلـم غيـر مُذَمـم على مركبِ الإنصافِ أنجى المراكبِ فكمْ صاغَ مـن دُر يقـل نظيرُهَـا ولـم تبتذلهـا قبلـهُ كـف ثاقـبِ وكم نثـرتْ سلـكَ البلاغـةِ كفـهُ وكـم نظمتـهُ بالنجـومِ الثواقـبِ بحقكَ أنصِتْ هل سمعـتَ بفاضـل سَني سواهُ ساطـع الذهـنِ ثاقـبِ فليسَ له مـأوى تـراهُ بـه سـوى صدورِ الكراسي أو بطونِ المحاربِ فـلا تلتفـتْ يومـا لقـولِ عداتـهِ ولو نقنقتْ منهم شيـوخُ مَحـاربِ يوَُفي لكلٍ مـن ذوي الحـق حَقـه ويخضعُ للمولـى بصـدرِ مراقـبِ إذا رمتَ منه القربَ يومـا لحَاجـة فلا تغلُ في الإطْرا وسـددْ وقـاربِ وليسَ من الإطـراءِ إن قلـتَ إنـه لأفضلُ من مُدتْ له كـف راغـبِ هو الفـذ فـي كـل العلـومِ وإنـهُ على من معالي أصْلها فوق راغـبِ وما قلتُ ذا ظنـا ولكـن لخبرتِـي بكـل البلـادِ شرقهـا والمغـاربِ فكمْ من تآليـف لـهُ يُهتـدى بهـا إلى الرشدِ ممن جهلهُ فـي غياهـبِ لمذهبـه فخــرٌ بــه ومكانَــة وعز بـه يعلـو جميـعَ المذاهـبِ حباهُ الـذي حلـاه علمـا وحكمـةً وشرفهُ بالذكـر أعلـى المواهـبِ وبلغهُ فـي كـل مـا رامَ عاجـلا من الله في دنياهُ أسنـى المطالـبِ وبَـوّاهُ فـي دار الكرامـةِ آجـلا وعقباهُ عند اللـه خيـر العواقـبِ
