أتتيكَ تهديني الرشـادَ أبـا مهـدي فمثلي من استهدى ومثلك من يهدِي
جمعتَ خصالا لم تكن جمعت لمـن سواكَ بهذا العصر من خالص المجد
جُبلت عليها ثـم أخـرى اكتسبتهـا فحزت كلا المجدينِ بالجـد والجَـد
وخُضت بحارا مـن علـوم كثيـرة فأخرجتَ منها الدر عارٍ من الزبـدِ
فحليتني مـن ذاك الـدر مـا غـدا على الرأس تاجا أو سوارا على الزندِ
غنيت به بعد العنـا غايـة الغنـى فأثرت به وكفى وأوري بـه زنـدِ
فحسبي الذي قد قلتُ منك فـلا أرى مدى الدهر محتاجا لعمرو ولا زيـدِ
شكرتك بعـد اللـه فيمـا حبوتنـي فأنت حر بالمـدح منـي وبالحمـدِ
فقد جاء من لم يشكر الناس لم يكـن ليشكر رب الناس والضـد بالضـد
تقبـل بفضـل منـك تُحفـة قـادم ووصلة ظمآن الحشا صـادق الـود
فيا ليت شعري ما الذي لي عندكـم من الود هل ياتي كبعض الذي عندي
أحبك حبـا صادقـا أرتجـي بـه من الله ظل العرش في جنة الخلـدِ
فلا تنسني من دعوة فـي تضـرع لكم بفنـاء البيـتِ للواحـد الفـردِ
فإنـي محسـوب عليـك وإننــي عيال عليك اليوم في القرب والبعـدِ
فمُـن علـى فقـري بعقـد أخـوة تزيد على طول المدى شـدة العقـدِ
وودني لـو أسطيـع عقـد عبـودة ولكن أخاف العجز من خدمة العبـدِ
أقل انتساب منك يكفـي ولا عنـى عن أكثره للعبد لـو كـان ذا سعـدِ
فإنـك جـار اللـه جـار رسولـه فإن كنت جار الجار قد فزت بالرشدِ
وقصدي بهذا كلـه أن يكـون مـن دعائك لي سهم ولو كـان بالوعـدِ
على أن وعد الحر عيـن عطائـهِ ووعد سواه فـي الحقيقـة لا يُجـد
أبنت لكم قصـدي وأخفيـت جلـه فلله مـا أخفـي وللـه مـا أبـدي
وأزكى صلـاة اللـه ثـم سلامـه على خير هاد قد تكلم فـي المهـدِ
يكونان لي في الحشر خير وسيلـة إلى الله ترضيني وشيخي أبا مهدي