وسئل أيضا رحمه الله عن قول القائل:
سَلمْ على شيـخِ النحـاةِ وقُـل لـه عندي سـؤال مـن يجيبـهُ يعظـمِ
أنا إن شككتُ وجدتمونـي جازمـا وإذا جزمـتُ فإننـي لـم أجــزمِ
فأجاب سامحه الله عن ذلك فقال:
أعـدِ السلـامَ لسيبويْـه زمانــهِ واذكُر له قبـل الجـوابِ المُحكـمِ
أنـي مجيبـك شارطـا أن تلقـي السمع المصيـخ إصاخـة المتفهـم
وإذا وفيـت بـه فجـزم صـادق حصل الجواب بـه لـدى المستـدم
فمتى عراك الشك فيه جزمت مـع شك وإن تكن جازمـا لـم تجـزم
فاجزم ولا تجـزم واشكـك جازمـا تر كيف صحة جزم من لـم يجـزم
قلت: فإن يكن جواب اللغز ما ذكرته، فقد نظمته في أبيات في وزنه ورويه وهي هذه:
يا منْ له الوجهُ الجميـلُ ومنطـقٌ منهُ استعارَ جميـلَ بعـض تجمُّـلِ
صحف بنيته يـا جميـل فعندهـا من قصدك المكنـون كـل مؤمـل
تصحيفها المعدود ألـف منـه فـي وصل كتصحيـف بكسـر الـأول
عش منه قرنا بعـد قـرن صاعـدا رتب الكمال إلـى المقـام الأكمـل