ألا يا خليـلَ اللـه جئتـكَ زائِـرا أجوبُ الجبالَ السود نحوك سَائِـرَا يقود بيَ التوفيقُ والشـوقُ سائـق إليك فلـو أسطيـعُ جئتـك طائِـرا وقد كنتُ قدْما أرتجي الوصلَ ها أنا بذاكَ بحمدِ اللـه أصبحـتُ ظافِـرا وقفتُ ببابِ الجودِ بابـكَ خاضعـا ذليـلا مُنيبـا حامـدا للـه شاكـرَا مددتُ أكف الفقرِ نحوكَ حـاشَ يـا أبا الرسْل عنكَ أن تُـرد حَواسـرا وأنت الذي سَن القِرى ودعا الورى لأم القُرى لمـا امتثلـتَ الأوامـرا فيا فوزَ عبـدٍ قـد أجـابَ نداءكـم وجاَء لِحج البيـتِ يسْعـى مُبـادرا وأدى به النسكُ الذي قـد شرعتـهُ ولبَّى وطاف ثـم جـاء المشاعِـرا ومن بعدهِ زارَ ابنك المُصطفى الذي لـه جمـعَ اللـه العظيـمُ المآثـرَا وفضلهُ قطعاً علـى الرسْـل كلهـم وأُرسـلَ للديـنِ الحنيفـي ناشِـرا وبيَّـنَ أعلـام الحنيفيــة التــي شرعْتَ فعادَ باطنُ الديـن ظاهـرا محمـد المحمُـود حيــا وميتــا وأحمد المبعـوث للذيـن ناصِـرا وأول رسْـلِ اللـه طـرا نبـوءة وإن كان في الأرسالِ قد جاء آخـرا عليـهِ صلـاةُ اللـه ثـم سلامُــه يَعُمـان آصـالَ الدنـا والبواكِـرا ومـن بعـدهِ يأتـي إليـك مُؤمـلا نداكَ أبـا إسحـاق للكسـرِ جابـرا يُمرغ فـي أعتـابِ بابـكَ وجهـهُ وبابُ بنيـكَ الأكرميـنَ الأكابـرَا ويضـرعُ فيـه بكـرةً وعشيــة حقيرًا ذليلا خاملَ الذكـرِ صاغـرَا لتنظـرَ فيـه نظـرة تُبلـغُ المنـا وتهدي طريقَ الرشد من كانَ حائرا وتشفـعُ للرحمـنِ فيــه لعلــهُ يُجللهُ عفـوا عـنِ الذنـبِ ساتِـرا ويمنحـهُ علمـا وخلقـا مُهذبــا ويلبسهُ ثوبا مـن الشـوبِ طاهـرَا ويلهمـهُ بعـدَ الغوايــةِ رشــدهُ ويجعلـهُ بَـرا وإن كـان فاجِـرا فإنـكَ عنـد اللـه أعظـمُ شافِـع متى تدْع أو تشفَع تشفع بـلا مِـرا وأنتَ خليـلُ اللـه أولُ مـن قَـرا ضيوفا وقد أصبحتُ ضيفكَ حاضِرا وإن قـرايَ أن أُجـابَ بكـل مـا طلبتُ من المَولى وإن كنـتُ آثـرا وإنـي لأرجـو أن يكـونَ قراكـمُ على قدركم حتـى يعـم الذخائِـرا وأما إذا كان القِـرى منـك سيـدي على قدر هذا العبد قد عادَ خاسِـرا أجِرنـي وإخوانـي وكُـل أحبتـي وأهلي وأبنـاء العبيـد الأصاغـرا فإنـيَ عبـدٌ مستجيـر بكــم ولا يُضامُ لكم جَـار وإن كـان جائـرا وبالبابِ عبدُ الله ضيفـكَ فالتفـتْ إليـهِ التفاتـا للمواهـبِ عامِــرا تُنلـه بهـا قلبـا مُنيبـا مقارنــا لسانا مـدى الأوقـاتِ للـه ذاكـرا وإحضار قلب في العبـاداتِ كلهـا وعمْرا طويـلا بالمعـارفِ عامـرا وعافيـة مقرونـة كـل لحظــة بعفـو يكـون للمآثــمِ غافِــرا ويَسـرْ إلهـي كـل أمـر يرومـهُ لعبدكَ تيسيـرًا يزيـلُ الضرائـرا وهيئ لـه رشـدا ولطفـا مُقارنـا له ثاويـا فـي أهلـهِ أو مُسافـرا وكنْ راضيا عنه وحَببْ لـه الـذي يُرضيك واجعله على ذلـك قـادرا ووفقـهُ للخيـراتِ واختـمْ حياتـهُ بخيـر إذا حَـل الفقيـرُ المقابِـرا بجاهِ الخليل المُجتبـى وبنيـهِ وال رسولِ الذي نالَ الهدى والمَفاخـرا محمـد الهـادي الحبيـب عليهـمُ صلـاةٌ وتسليـم ينيـرُ السرائـرا
