حُـب الـورى للـدر والعقيــانِ طبـعٌ بَـدا فـي نشـأةِ الإنسـانِ لاسيمـا العقـدُ الثميـنُ منهمــا فيـه الفصـوصُ مثلـث الأركـانِ فالنفسُ أميَلُ مـا تكـونُ لمشتهـى يبـدُو لهـا فـي غايـةِ الإتقــانِ مثل الـذي أبـداهُ أوحـدُ عصـره مُفتـي الأنـامِ ووارث النعمــانِ عمر بن عبد القادر الأسمَـى الـذي خَضعـتْ لرفعتـهِ عـلا الأقـران للـه مـا أسْنـى فضائلـهُ ومــا أزكـى مواصلـهُ علـى الإخـوانِ خاضَ البحارَ زواخرا فأجـاد فـي إخراجـه الـدر العظيـم الشــانِ من كـل جوهـرة تكـادُ لحسنهـا أن لا تُنــالَ بغايــة الأثمــان لكنـه جـادتْ يـدهُ بهـا علــى طُلابهـا مـن جــودة الهتــان فأفادَ فـي هـذا الكتـاب وجمعـهِ ما لـم يُفَـد أحـدٌ مـن الأعيـانِ وأجـاد فـي ترتيبــهِ وسياقــهِ فغـدا رياضـا ناعِـمَ الأغصـانِ من شك فـي ذا فليطالـعْ بعضـه تغنيـه رؤيتـهُ عـن البرهــانِ كم فيه مـن حِكـم يلـذ سماعُهـا ويحـارُ فيهـا ثاقـبُ الأذهــانِ حسبي فلا أستطيع حصـر صفاتـه ولـو استعنـتُ بسائـرِ الـأوزان لـازال جامعـهُ إمــام يُقتــدى بعلومـهِ فـي سائــرِ الأزمــانِ فجزاهُ عـن إحسانـهِ رب الـورَى بالعفـو والإفضـال والإحســانِ