خَليليَّ ما للعيسِ في سيْرهـا تعـدُو ومن قبلُ أعيَتْ من يسوقُ ومن يحدُو
أظُـن لهـا علمًـا يَقينـا بأنهــا لقبْرِ رسولِ الله قد أصبحَـتْ تعـدو
لذلـكَ لـم تجـزَعْ لِحَـر أصابهـا كما جزعَتْ بالأمْسِ إذ مسها الجهْـدُ
فلا تعجبُوا مـن علمِهـا باقترابِهـا وليسَ لها بالدارِ من قبـلِ ذا عهـدُ
ففضلُ رسولِ الله في الكونِ ظاهِـر أقرتْ به العجماءُ والحجَـرُ الصلـدُ
وأنوارُ أرضٍ جُلهـا قـد تلألـأَتْ أحسَّتْ بها الأبصارُ والعظْمُ والجِلـدُ
دنَـتْ فدنَـتْ أعلامُهـا فبَـدا لنـا من الشوقِ في الأحشاءِ ما لم يكُن يبدوُ
عليها منَ الرحمـنِ أزكـى تَحيـة تـدومُ دوامـا مـا لآخـرهِ حَــدُّ
تكادُ من الأشـواقِ أرواحُنـا لهـا تطيرُ ولم تجـزَعْ وأنـى لهـا كـدُّ
ولولا الذي قد عاقَها مـن جُسومنـا لطارَتْ ولكـن الجسـومَ لهـا قيْـدُ
وكنا نظُن القربَ يذهِبُ بعضَ مـا بها فإذا بالقـرْبِ زادَ لهـا الوجْـدُ
ولِمْ لا وءانُ الوصْلِ محكم ذكرهـا غدا ناسِخا ما كـان يقـرؤهُ البُعـدُ
أتـاحَ لنـا الرحمـنُ فيهـا إقامَـة بخيرٍ إلى أن يحوِيَ الجسـد اللحـدُ
بجاهِ حبيبِ الله أفضـلُ مـن بـهِ توسلَ من لم يُغنـهِ الجَـد والجِـدُّ
عليه صلـاةُ اللـه مـا دامَ وصلـهُ يزيدُ له شوْقـي إذا ذُكِـرت نجـدُ