يا صاحِبي نلتَ المُنـى فاستبْشِـر ودنوتَ من دارِ الرسُـولِ الأطهَـرِ وبدتْ معالِـمُ طيبـةٍ لـكَ فاستمـعْ أوصافَها من صـادقٍ لـك مُخبِـرِ هـذا مُفـرّحُ كاسمِــهِ وكأنــهُ ياقوتـةٌ رُشَّـتْ بذائـبِ عَنْبــرِ وأمامَـهُ البيـداءُ يسطـعُ نورُهـا لبصائِرِ الزُّوارِ هـل مـن مُبصِِـر وعلى يمينكَ قد بـدا عِيـرٌ يُـرى بالقـرب كالثـورِ العقِيـرِ الأعْفـرِ وأنِـخْ ركابَـكَ بالمُعـرس إنــهُ لمبــارَكٌ وبمائــهِ فتطَهّـــرِ واحْدُ الركابَ مـع العقيـقِ مُنعمـا عينيـكَ فـي ذاكَ المكـانِ النيِّـرِ يـا حَبـذا أحُُـدٌ نــراهُ يحبنــا ونحبُّـه جبـلٌ جميـلُ المنظــرِ فكأنمـا هُـو حُلـةٌ مـن عسجَـد صبِغـتْ جوانِبهـا بمِسـكٍ أذْفَـرِ وإذا أتيــتَ لحــرَّةٍ غَربيـــة وعلـوتَ غارِبَهـا عُلـو مُشمــرِ ودنا النقا وبَـدا المُصلـى فاغتبِـطْ بالقُربِ من أصْلِ المفاخـرِ وافخَـرِ واترُكْ قباءً عـن يمينـكَ واجعلـنْ سِلعًا فُويتك فـي الجنـابِ الأيْسـرِ واصمدْ تُجاهـك يعترِضْـك مُهنيـا بَطحـانَ دُور مَناخـةٍ والعَنصــرِ مـا بعـدَ ذا إلا الدخـولُ لِطيبـة بِسَكينـةٍ تمشـي بـدونِ تكبُّــرِ يهديكَ للحرَمِ الأميـنِ شـذاهُ مـن بابِ السلـامْ أدخلـهُ دون تَصبُّـرِ وعن الصلاةِ علـى النبـيِّ مُسَلمـا مهمـا قربـتَ لــدارهِ لا تَفتــرِ واعلـمْ بأنـكَ إن وقفـتَ مُصليـا ما بينَ روضـةِ سَيـدي والمنبَـرِ فـي روضـةٍ مـن جنـةٍ مُتقلبـا هيَ أرضُها فـي طاهِـرٍ ومُطهـرِ تغشاكَ من رحمـاتِ ربـك نَفحـة تحظى بهـا دُنيـا ويـومَ المَحشـرِ فلأنـتَ بينهمـا يقينــا واقِــف مـا بيـن جنـةِ عدنـهِ والكوثَـرِ فـإذا وقفـتَ أمـامَ وجـهِ نبيــهِ حيـاكَ بالرضـوانِ منـه الأكبَـرِ فهناك تستجلى البصِيرةُ إن صفـتْ أصلُ الجمالِ بـدا بأعظـمِ مظهَـرِ فتـرى العوالِـمَ كلهـا بجمَالهــا وجلالِها حضرتْ بأقـدسِ محْضَـرِ أصلُ الوجودِ ومنبعُ الجـودِ الـذي عمَّ المظاهِرَ في جميـعِ الأعصُـرِ نـورُ الإلـهِ بـه استنـارَ عبـادهُ دُنيا وأُخـرى ذي المُحيـا الأزهَـرِ محمودُ كـل الخلـق أحْمـد حامِـد ومحمـد بمقـامِ حَمْــدٍ أشهَــرِ صلى عليـه اللـه خيـرَ صلاتـهِ والآل والأصحَـاب أكـرَم معشَـرِ