اجتمع هؤلاء الأعلام : أبو سالم العياشي المتوفى سنة 1090 هـ وأبو حامد العربي بردلة المتوفى سنة 1133 هـ وأبو العباس ابن الحاج المتوفى سنة 1109 هـ في جنان الشيخ حمدون المزاور المتوفى 1088 هـ وهذا الجنان كان يسمى قصيبة ...فأنشد أبو سالم العياشي :
يا صاحبي . فما العمر بأجمعه
وأن تطاول من يوم السرور بدل
فاغتنما اليوم ببستان قصيبة
عشية هي للمشتاق أقصى أمل
ما بين دوح وأزهار منمقة
وجدول مثل دمع في الخدود همل
فأجابه أبو حامد بردلة :
في فتية كبدور التم قد طلعت
إذا أرى حسنهم بدر السماء أفل
فقال أبو سالم :
وغنت الطير والأغصان مطرقة
وقد كساها أصيل اليوم ثوب خجل
فقال بردلة :
فياله زمنا نلنا السرور به
وغاب عنا الأسى لو كان فيه مهل
ثم تتابعت المداعبات بينهم إلى أن توجه أبو حامد بردلة إلى ابن سالم العياشي قائلا :
لنا خليل لا يفي
بوعده إذا وعد
يرتاح للجدوى إذا
كان لوقتها أمد
ثم إذا استنجزته
عند حلولها جحد
فأجابه أبو العباس ابن الحاج :
استغفر الله ولا تقل مقالا ينتقد
فمن وصفت لا يفي مثل وفائه أحد
فقال أبو حامد بردلة :
بل أتق الله ولا
تشهد شهادة ترد
وقل بما تعلمه
فقولك الحق أسد